صرح عدد من رؤساء الوفود السياحية الأوروبية المشاركة بسوق السفر العربي ل"البيان الاقتصادي"، أن العمل مستمر في الوقت الحالي على اكتمال الإجراءات الإدارية والأمنية الخاصة بمشروع إلغاء تأشيرة الدخول لبلدان الاتحاد الأوروبي "شنغن" على مواطني دولة الإمارات، وأن الإعلان الرسمي قريب. وأكدوا أن هذه الخطوة من شأنها تنشيط الحركة السياحية في القارة العجوز خصوصاً وأنه لم تحدث أي مشاكل في الماضي بالنسبة لمواطني دولة الإمارات، وهذا ما يعزز التوجه نحو إلغاء التأشيرة تماماً، مشيرين إلى أن السياح من الإمارات يعتبرون قيمة مضافة للسياحة في أوروبا سواءً على المستوى الكمي أو النوعي.وقالت أنتيه رودينغ بودييه، مديرة المكتب الوطني الألماني للسياحة، إن ألمانيا كانت من أوائل البلدان التي اقترحت إلغاء التأشيرة على مواطني الإمارات، خصوصاً في ظل الأمن والأمان الذي تتمتع به الدولة، إضافة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية القوية التي تجمعها مع جميع بلدان الاتحاد الأوروبي، وأنها تضغط بشكل متواصل على باقي الدول للإسراع من الإجراءات الإدارية والإعلان الرسمي.
زيادة عدد السائحين
وأضافت أن من شأن هذه الخطوة المساهمة في زيادة عدد السائحين الإماراتيين إلى ألمانيا، مشيرة إلى أن هذا النهج يتوافق تماماً مع توجهات الحكومة الألمانية الجديدة في التركيز على الأسواق الناشئة، والتي تعتبر الإمارات واحدة من أهمها ليست فقط على المستوى الإقليمي بل على المستوى العالمي ككل، كما أكدت أنها تتوقع أن يتم الإعلان الرسمي في غضون الأشهر المقبلة.
وقالت ماريا فريدريك، مديرة التطوير بهيئة السياحة السويسرية، إن التبادلات السياحية بين الإمارات وبلدان الاتحاد الأوروبي وسويسرا بالتحديد، هي في نمو مستمر، متوقعة أن تتضاعف هذه الأرقام بعد إلغاء التأشيرة الأوروبية على مواطني الإمارات.
وأكدت أن إلغاء التأشيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي هو إجراء إداري قد يدخل في إطار "الشكلي"، خصوصاً وأنه على حد وصفها لم تسجل أي حالة رفض لطلب الحصول على تأشيرة "شنغن سويسرا" تقدم بها أحد مواطني الإمارات.
من جانبها قالت تيميا تسوفي، نائب وزير السياحة ومدير إدارة تطوير القطاع بهنغاريا، إن هناك دولاً لا تحتاج الحصول على تأشيرة الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، حيث إن علاقاتها السياسية والاقتصادية وحتى تاريخ سياحها الأمني نظيف، والإمارات تملك نفس هذه المقومات، ولذلك تقول إذا كان الأمر متوقفاً على وزارات السياحة الأوروبية لكان تم الحسم فيه من زمن، لكن العامل الأمني والإداري هو من آخر هذا الأمر.
إلغاء التأشيرة
وأشارت إلى أنها تتوقع أن يتم الإعلان الرسمي على إلغاء تأشيرة الاتحاد الأوروبي على مواطني دولة الإمارات قريباً، خصوصاً في ظل تطور العلاقات البينية بين الإمارات والدول الأوروبية في كل المجالات، والتي تعززها الزيارات المستمرة لوفود من الجانبين لتبادل الآراء والخبرات. وقال رازفان مارك، مدير هيئة السياحة الوطنية برومانيا، إن الناس قد تعتقد أن الإماراتيين هم من سيستفيدون من إلغاء التأشيرة، لكن الواقع والمنطق يقول العكس فالاقتصادات الأوروبية بعد الأزمة غيرت توجهها من السياحة البينية إلى فتح السوق نحو العالمية، وهي من ستستفيد إذا ما زاد عدد السياح، خصوصاً في ظل وجود شركات طيران كالإماراتية ولوفتانزا والاتحاد التي تربط الإمارات وأوروبا بخطوط جوية يومية وقال: "بالتأكيد السياح الإماراتيون مرحب بهم بشدة في كل البلدان الأوروبية، فهم يتمتعون بالاحترام والانضباط".
وأضاف أن التأشيرة تشكل عائقاً حالياً أمام الدول التي تعتمد بشكل أساسي على السياحة، ومنها العديد في أوروبا، ولذلك أي خطوة تؤدي إلى تسهيل عملية قدوم السياح تشكل دفعة قوية نحو تنشيط هذا القطاع بقوة، وبشكل تلقائي نمو الاقتصاد المحلي.
