فرض الاتحاد الأوروبي أمس، حزمة عقوبات ضد النظام السوري، واعترف بالمجلس الوطني محاوراً شرعياً، في سياق تعزيز الضغوط على دمشق، واجتمع مجلس حقوق الإنسان الأممي، الذي ندد عدد من أعضائه باستمرار العنف، وأقر عقد اجتماع عاجل اليوم الثلاثاء، لبحث الملف السوري بطلب من قطر ، فيما توقعت وزيرة الخارجية الأمريكية أن النظام سيسقط بسبب الانشقاقات، وندد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بمواقف الغرب معتبراً أنها “وقحة”، وأعربت قطر عن تأييدها لتسليح المعارضين “للدفاع عن أنفسهم”، وحذرت الرياض من المواقف “المتخاذلة” لبعض الدول، في وقت أعلنت دمشق نتائج الاستفتاء الدستوري، الذي شارك فيه أكثر من 57% من الناخبين، وصوّت مع الدستور أكثر من 89% منهم، وسط استمرار العنف، وسقوط قتلى . وشدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على سوريا مستهدفا مصرفها المركزي، وتجارة المعادن الثمينة، والشحن الجوي، واعترف بالمجلس الوطني السوري محاوراً “شرعياً”، فيما أثارت فرنسا إمكان اللجوء إلى القضاء الدولي، وقال وزير الخارجية آلان جوبيه “سيأتي اليوم الذي تقف فيه السلطات المدنية والعسكرية السورية وعلى رأسها الرئيس الأسد نفسه أمام العدالة ليحاسبوا على أفعالهم . ولا حصانة لأحد في المحاسبة على مثل هذه الجرائم” . وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن “هذه التدابير الشديدة تزيد الضغط على الرئيس بشار الأسد” . من جهتها، توقعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن ينتهي النظام السوري بالسقوط بسبب انشقاقات جنود ورجال أعمال وممثلي أقليات . وصرحت في مقابلة مع شبكة التلفزيون المغربية “أعتقد أن النظام سيسقط، لست عرافة، لا يمكنني أن أقول متى سيحصل ذلك” . وأضافت “الجيش السوري لن يستمر في شن هذه الهجمات الوحشية ضد الشعب السوري إلى ما لا نهاية” . وتابعت “في وقت ما، ومع الانشقاقات ليس في صفوف قوات الأمن فقط وإنما في صفوف رجال الأعمال والأقليات الذين يبدون قلقهم أيضاً، سينشأ زخم ضد النظام” . وخلصت إلى القول “هذا سيحصل . إنها مسألة وقت فقط، وآمل أن يحصل ذلك في أسرع وقت لكي تتوقف المجازر” . وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقال له بعنف موقف الغرب، ودافع بقوة عن قرار روسيا والصين استخدام حق النقض (الفيتو) . وقال “لا أستطيع بأي شكل كان استيعاب هذا التشدد” . وتساءل “لماذا لا يكفي التحلي بالصبر لإيجاد مدخل جماعي ودقيق ومتوازن؟” . ورأى أن “رفض ذلك يعتبر وقاحة” . وأشار إلى أن “أكثر الأحداث مأساوية حفزها ليس حقوق الإنسان بل تقسيم الأسواق” . وأكد أنه “لا يمكن السماح لمن يحاول تنفيذ السيناريو الليبي في سوريا” . وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني “علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم (المعارضة)، بما في ذلك تسليمهم أسلحة ليدافعوا عن أنفسهم” . ونددت السعودية بموقف بعض الدول “المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري،” محملة إياها المسؤولية الأخلاقية عن تعطيل التحرك الدولي بهذا الخصوص . وأعلن وزير الداخلية السوري محمد إبراهيم الشعار في مؤتمر صحافي أن 376 .8 مليون ناخب أي نسبة 4 .57%، مارسوا حقهم في الاستفتاء و4 .89% وافقوا على المشروع . وقال إن 208 .753 رفضوا المشروع، أي نسبة 9% من الناخبين . على الأرض، قتل 29 شخصاً في أعمال عنف، بينهم 11 مدنياً في القصف على حي بابا عمرو والجوار في مدينة حمص (وسط)، كما قتل ثلاثة هم امرأة وشاب ورجل “إثر إطلاق رصاص عشوائي من القوات السورية في بلدة كفرومة في محافظة إدلب” (شمال غرب) . وقتل مدنيان من بلدة تفتناز، وثلاثة في سرمين، و4 في ريف حلب، و6 عناصر من الأمن والجيش