أوضح التقرير الفصلي لمجموعة البنك الدولي لمراقبة أسعار الغذاء أن استمرار ارتفاع أسعار الغذاء وتقلُّبها لا يُؤثِّر في أوضاع الجوع ونقص التغذية فقط، بل أيضا البدانة التي قد تزيد في ظل ارتفاع الأسعار لأن الناس يتجهون إلى اختيار أغذية أرخص ثمنا وأقل قيمة غذائية لإطعام أسرهم. وقدر التقرير انه في ظل هذا "النمط الجديد" من ارتفاع أسعار الغذاء وتقلُّبها، فمن المتوقع ان العدد سيرتفع إلى 2.16 مليار من البالغين زائدي الوزن وسيتضاعف تقريبا إلى 1.12 مليار شخص بدين بحلول عام 2030 في كل مناطق العالم وفي بلاد مثل الصين والهند.
وقال التقرير ان الأغذية غير الصحية عادة أرخص من الأغذية الصحية، مثل الوجبات السريعة في البلاد المتقدمة وحينما يحاول الفقراء في البلاد النامية استخدام بعض ما يتاح لهم من دخل لمواجهة ارتفاع أسعار الغذاء التي تواصل تقلبها، فإنهم يختارون في العادة أيضا أغذية رخيصة ذات سعرات حرارية عالية ، لكنها تقل كثيرا في قيمتها الغذائية... فنصف زائدي الوزن في العالم يعيشون في تسعة بلاد – الصين والولاياتالمتحدة وألمانيا والهند وروسيا والبرازيل والمكسيك وإندونيسيا وتركيا - وهو دليل على أن تفشي البدانة لا يقتصر على البلاد الغنية."
وأظهر التقرير ان أسعار الغذاء العالمية استمرت في التراجع بين أكتوبر 2012 وفبراير 2013 - وهو اتجاه لوحظ منذ بلغت الأسعار أعلى مستوى لها على الإطلاق في أغسطس 2012 - غير أن الأسعار كانت تقل 9 % فقط عن ذروتها في أغسطس.
وأسهم في نزول الأسعار تراجع الطلب من جراء الهبوط الحاد في استخدام علف القمح وانخفاض استهلاك الذرة في إنتاج الإيثانول في الولاياتالمتحدة وأيضا ظروف مناخية مواتية في بعض المناطق والتي سببت تحسُّن غلال المحاصيل لسنة 2013.
واشار التقرير الي انخفاض المخزونات العالمية من الحبوب 3 % عام 2012،وقال ان استمرار ظروف الجفاف في الأرجنتين وجنوب أفريقيا وأستراليا يلقي أيضا شكوكا على المعروض في الأشهر القادمة.
وقال التقرير ان أسعار النفط واصلت ارتفاعها طوال ثلاثة أشهر متعاقبة، مُسجِّلة في فبراير أعلى مستوى لها منذ أبريل 2012 وقد تتعرض السوق لضغوط من جراء زيادة الطلب من المكسيك وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وتركيا وربما أيضا الصين.
