أظهرت أدلة جديدة تنفي ترك المحنطون من المصريين القدماء للقلب في مكانه أو إزالة الأمعاء من خلال حقنها بزيت الأرز كما كان يعتقد منذ آلاف السنين. يذكر أن الكثير من المعلومات عن التحنيط المصري حصل عليها من المؤرخ اليوناني هيرودوت منذ القرن الخامس قبل الميلاد. وقد وصف هيرودوت مستويات التحنيط في الدرجة الأولى والثانية حيث يتم شق بطون النخب لإزالة الأعضاء منها. أما الطبقات الدنيا فيتم حقنها بزيت الأرز من أجل أن تتآكل الأعضاء والذي يعتقد أن يكون مشابهًا للتربنتين. كما زعم هيرودوت أن المخ يزال أيضا أثناء عملية التحنيط وذكرت حسابات أخرى أن القلب كان يبقى دائما في مكانه.
ولكن الباحثون رفضوا مع ذلك هذه المصادر التاريخية القديمة كما أنهم رفضوا التسليم بكل شئ من ظاهره. وقد حصل على نتائج هذا البحث الجديد الذي نشر في شهر فبراير في مجلة كومباريتف هيومن بايولوجي من خلال فحص 150 مومياء تعود إلى العصر القديم. وكانت أحد النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أنه كان يتم إزالة أحشاء الطبقة العليا من خلال فتحة في الجزء الخلفي فضلا عن أنه لم يعثر على نتائج توضح أنهم استخدموا زيت الأرز كما ذكر هيرودوت. كما أشارت النتائج إلى أن 25% فقط من قلوب الأشخاص كانت تترك في مكانها لأن عملية الإزالة كانت تتزامن على ما يبدو مع الفترة الانتقالية عندما سنحت الفرص للطبقة الوسطى للقيام بذلك. لذا ترجح الدراسة أن القلب كان يترك بعد ذلك لتصبح رمزًا للمكانة.