اكدت الكاميرون ان رئيس افريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي لجأ اليها بعد استيلاء المتمردين على السلطة في بانغي في هجوم مباغت قتل فيه 13 جنديا من جنوب افريقيا.
وقال قائد المتمردين ميشال دجوتوديا انه يعتزم اعلان نفسه رئيسا الاثنين بعد ان سيطر تحالف سيليكا الذي يتزعمه على بانغي في اعقاب انهيار اتفاق السلام مع نظام بوزيزي بعد شهرين على ابرامه. وبعد غموض اولي حول مكان وجود بوزيزي، اعلن مكتب الرئاسة في ياوندي على الاذاعة ان بوزيزي “لجأ الى الكاميرون” وينتظر المغادرة الى دولة مضيفة اخرى.
في تلك الاثناء اعلنت جمهورية جنوب افريقيا ان 13 من جنودها قتلوا و27 آخرين جرحوا في القتال يومي السبت والاحد في بانغي، في افدح خسارة للجيش منذ انتهاء نظام الفصل العنصري.
وقال الرئيس جاكوب زوما للصحافيين “بصفتها عضوا في الاتحاد الافريقي، ترفض جنوب افريقيا اي مساع للسيطرة على السلطة بالقوة” مضيفا انه مع ذلك ليس هناك خطط فورية لسحب الجنود الذين يساعدون الجيش الوطني الضعيف. وكانت جنوب افريقيا نشرت 200 جندي في جمهورية افريقيا الوسطى في يناير لدعم القوات الحكومية.
وسارع الاتحاد الافريقي الى التحرك وسط قلق دولي بشأن الوضع الامني المتدهور في المستعمرة الفرنسية السابقة غير المستقرة، التي ليس لها منفذ بحري وتتمتع بثروات معدنية غير مستغلة.
واعلن مفوض السلم والامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة “ان المجلس قرر تعليق مشاركة جمهورية افريقيا الوسطى في جميع انشطة الاتحاد الافريقي على الفور وكذلك فرض عقوبات وقيود على السفر وتجميد ارصدة قادة سيليكا”.
والاحد قال دجوتوديا، الموظف الحكومي السابق والذي اصبح قائد حركة تمرد، انه سيعلن نفسه رئيسا لكنه قال لاذاعة فرنسا الدولية ان المتمردين سيحترمون شروط اتفاق سلام ابرم في يناير الماضي وانه سيدعو لانتخابات حرة ونزيهة خلال ثلاث سنوات.
وقال ان المعارض نيكولاس تيانغاي الذي عين رئيسا للوزاء في حكومة وحدة وطنية في اطار الاتفاق الذي انهى هجوما سابق لسيليكا نهاية العام الماضي، سيبقى في منصبه.
وقال دجوتوديا انه سيبقي عددا من الوزراء من مقربي بوزيزي في حكومته مؤكدا “لسنا بصدد ملاحقة” رموز النظام.
وقال دجوتوديا لاذاعة فرنسا الدولية من مدينة ليس فيها كهرباء ولا اذاعة وطنية، انه “بعد 3 سنوات من الان سنقوم بتنظيم انتخابات حرة وشفافة بمساعدة الجميع”.
وكان اهالي بانغي رحبوا في بادئ الامر بالمتمردين واستقبلوهم بسعف النخيل لكن جو التفاؤل العام سرعان ما تحول الى قلق عندما بدأت عصابات مسلحة بنهب وسرقة المحلات والمكاتب ومنها مكاتب منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف).
واكدت حكومة كينشاسا ان نحو 20 من افراد اسرة بوزيزي عبروا الحدود الى جمهورية الكونغو الديمقراطية. واعرب المجتمع الدولي عن القلق حيال الوضع في افريقيا الوسطى، الدولة التي تعد من افقر الدول في العالم رغم اكتشاف مخزونات كبيرة من الثروة المعدنية مثل اليورانيوم والذهب والماس.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية الاحد انها “قلقة للغاية حيال الوضع الانساني المتدهور في جمهورية افريقيا الوسطى، وازاء تقارير واسعة ذات مصداقية عن انتهاكات لحقوق الانسان من قبل قوات الامن الوطنية ومقاتلي سيليكا على حد سواء”.
ودعت الخارجية الاميركية ايضا المتمردين الى اعادة التيار الكهربائي والماء الى العاصمة بعد قطعهما في نهاية الاسبوع.
كما دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيطرة سيليكا على السلطة بالقوة ودعا الى “العودة بسرعة الى النظام الدستوري”.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جميع الاطراف الى تشكيل حكومة بموجب اتفاق السلام المبرم في يناير الماضي في عاصمة الغابون، ليبرفيل، وطلب من “المجموعات المسلحة احترام السكان” الذين فر الالاف منهم من بانغي. واستأنف مقاتلو حركة التمرد الاعمال العدائية الاسبوع الماضي بعد ان اتهموا بوزيزي بالتراجع عن شروط اتفاقية السلام الهادفة الى وقف هجوم سابق شنه متمردو سيليكا في ديسمبر الماضي.
واتفاقية يناير جمعت العديد من شخصيات سيليكا البارزة في الحكومة لكنها انهارت بعد ان احتج المتمردون على عدم تلبية مطالبهم التي تشمل اطلاق سراح اشخاص وصفوهم بالسجناء السياسيين.
والدولة البالغ عدد سكانها نحو 4,5 مليون نسمة، تعاني من عدم الاستقرار منذ استقلالها عن فرنسا في 1960 وتاريخها حافل بالانقلابات وحركات التمرد.