أكد رئيس الوزراء ووزير خارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي، ترحيب بلديهما وتأييدهما لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية من قبل الائتلاف الوطني السوري.
وقال رئيس مجلس الوزراء القطري: إنه إذا كانت القضية الفلسطينية هي الهم العربي الأول ومحور اهتمامنا الرئيسي، فإن هناك قضايا أخرى لا تحتمل التأجيل أو التسويف وتتطلب توحيد الموقف وتستوجب الحزم والحسم، وفي مقدمة هذه القضايا الأزمة السورية بكل أبعادها الإنسانية والسياسية والأمنية وبكل تداعياتها الخطيرة ليس على سوريا وحدها وإنما على المنطقة كلها.
وطالب آل ثاني في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية، الأحد، بالدوحة في هذا الإطار بوقفة عربية قوية مع الشعب السوري الشقيق الذي يقاتل من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويتشرد الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ، بينما يقف مجلس الأمن الدولي عاجزا عن القيام بواجبه ومسئوليته تجاه شعب يتعرض للقتل والإبادة.
وأشاد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى بجهود السيد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ..كما رحب بانتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية المؤقتة، معتبرا ذلك خطوة مهمة وضرورية في إطار ترتيبات المرحلة الانتقالية.
وأعرب الشيخ حمد بن جاسم عن تطلعه لمشاركتهما في القمة العربية، الثلاثاء، تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه بالقاهرة يوم السادس من مارس الحالي .
كما أكد الوقوف إلى جانب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الممثل الشرعي للشعب السوري، حتى يحقق هدفه المشروع بإقامة نظام عادل في سوريا يحترم حقوق جميع السوريين ويحقق الحرية والعدالة ويحافظ على وحدة سوريا ويصون أمنها واستقرارها وسيادتها .
وجدد موقف بلاده الدائم بالوقوف إلى جانب الائتلاف في مشروعات البناء، وإعادة الإعمار، وإعادة النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم بعد استكمال النصر وتأمين الحياة الكريمة لهم.
وشدد آل ثاني على أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضية العرب المركزية؛ حتى يتوفر لها الحل العادل والدائم والشامل الذي يحقق للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
ونبه الشيخ حمد بن جاسم في هذا الصدد إلى أنه ليس أمام إسرائيل سوى الإقرار بهذا الحل إذا كانت تريد السلام وتمتلك الإرادة الحقيقية لتحقيقه، قائلا: إن ما تقوم به إسرائيل حاليا من انتهاكات متكررة لحرمة المسجد الأقصى المبارك واعتداء على المصلين في رحابه، ومن تكثيف لعمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة واستمرار سياسة تهويد القدس الشريف وطمس معالمها الإسلامية وهويتها العربية، ممارسات لا شرعية، تتنافى مع القانون الدولي ومن شأنها زيادة التوتر في المنطقة". ودعا في هذا الصدد المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته وإرغام إسرائيل على وقف تجاوزاتها الخطيرة، والتجاوب مع الرغبة الفلسطينية والعربية في تحقيق السلام.
وحول إصلاح جامعة الدول العربية قال الشيخ حمد بن جاسم: إنه لا بد من مراجعة ميثاق جامعة الدول العربية لجعله أكثر استيعابا للمتطلبات الجديدة للشعوب العربية، وأن تكون الجامعة العربية صوتا للشعوب قبل أن تكون صوتا للحكومات، مشدد على أهمية حدوث نهضة عربية تستثمر طاقاتنا وإمكانياتنا .
من جهته أكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي، أن قرار مجلس الجامعة بشغل الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا فى الجامعة العربية يشكل نقطة تحول بالغة الدلالة فى إضفاء الشرعية الدولية لهذا الائتلاف الذي تجتمع تحت مظلته كافة أطياف المعارضة السورية؛ باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري .
وقال عبد العزيز فى كلمته فى جلسة العمل الأولى المغلقة لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة: إن نظام الأسد مستمر فى مماطلاته وتسويفه وإمعانه فى سياسة القتل، مستخدما كافة أنواع الأسلحة فتكا وتدميرا، يساعده فى ذلك دعم متصل من بعض الأطراف الذي زادت معه حدة الأعمال العسكرية وتقلصت بسببه فرص الحل السياسي.