منذ وفاتها عام 1962 صدر ما يزيد على 600 كتاب عن قصة حياة مارلين مونرو، لكن حياتها التى انتهت وهى فى السادسة والثلاثين لاتزال تحمل الكثير من الأسرار عن عالم السياسة والفن. مع نهاية العام الماضى، ووفقا لقوانين إتاحة المعلومات ووثائق المخابرات والأجهزة الأمنية، كشفت المباحث الفيدرالية الأمريكية عن وثائق جديدة عن حياة قنبلة الإغراء التى ارتبطت بالعديد من العلاقات الغامضة بدءا من الرئيس الأمريكى الراحل جون كينيدى وشقيقه النائب العام الأمريكى بوب كينيدى إلى عصابات المافيا والمخابرات الأمريكية. هذه المرة تقدم وثائق المباحث الفيدرالية معلومات تتعلق بعلاقات مثيرة للشك جمعت بين مارلين مونرو وبعض الدوائر الشيوعية.
وفقا لجريدة ال«دايلى تليجراف» فإن الوثائق الجديدة تشير إلى أن المباحث الفيدرالية بدأت فى مراقبة مارلين مونرو مع عام 1955، فى البداية اهتم عملاء «إف بى آى» برصد علاقات مونرو المتعددة وسفرياتها المختلفة. وبدأت شكوك المباحث الفيدرالية حول مارلين مونرو مع مكالمة تليفونية من مجهول فى عام 1956 ادعى فيها المتصل أن مارلين مونرو منحازة للمحور الشيوعى، كما أضاف أن زواجها من الكاتب المسرحى والسياسى الأمريكى آرثر ميلر ليس سوى غطاء لإيمان مونرو بالفكر الشيوعى حيث يعد ميلر هو الوجهة الثقافية للأفكار والتوجهات الشيوعية فى أمريكا، وأنهى مكالمته بالإشارة إلى شركة إنتاج مارلين مونرو التى أسستها فى عام 1955 كانت تمول الحزب الشيوعى.
بحسب وثائق المباحث الفيدارلية فإن أفكار مارلين مونرو كانت تتفق إلى حد كبير مع الفكر اليسارى، ولكن على الرغم من ذلك فإن عمليات المراقبة لم تسفر عن أى علاقة حقيقية تربط بين بطلة فيلم «البعض يفضلونها شقراء» أو فيلم «كيف تتزوجين من مليونير» مع الحركة الشيوعية فى لوس أنجلوس.
من ناحية أخرى أكدت هذه الوثائق أن الدائرة القريبة من مارلين مونرو كانت تشعر بالقلق من قربها بعدد من الشخصيات المعروفة بتوجهاتها الشيوعية، حيث جمعت علاقة صداقة بين مارلين وفرديريك فيلد المنتمى لواحدة من العائلات الثرية الأمريكية ولكنه حرم من حقه فى الميراث بسبب أفكاره الشيوعية. وكان فرديريك فيلد قد غادر الولاياتالمتحدة واختار العيش فى المكسيك مع زوجته، وهناك التقى مع مارلين مونرو فى بداية عام 1962 أثناء زيارة لها للمكسيك من أجل شراء أثاث لمنزلها. وذكر مخبرو مكتب التحقيقات أن حالة من الإعجاب المتبادل قد جمعت بين مونرو وفيلد، وهو ما تسبب فى قلق بعض المقربين من النجمة الأمريكية بما فى ذلك مهندس الديكور الذى كان يعمل معها من أجل تجديد منزلها والذى عبر عن مخاوفه لطبيبها النفسى. ووفقا للوثائق فإن الشعور بالقلق من هذه العلاقة قد امتد أيضا إلى الحركة الشيوعية الأمريكية فى المكسيك. هذه العلاقة مع المليونير الشيوعى فيلد أثارت حفيظة المباحث الفيدرالية ودفعتها لتكثيف المراقبة على مارلين مونرو خاصة أن النجمة كانت تربطها علاقة مثيرة بالجدل مع الرئيس الأمريكى كينيدى.
وكان فرديريك فيلد قد نشر كتاباً يتناول قصة حياته وخصص أحد فصول الكتاب من أجل مارلين مونرو تحت عنوان «فاصل الصيف الهندى» وتعرض فيه لعلاقة الصداقة التى جمعته وزوجته مع مارلين مونرو وذكر تفاصيل رحلات التسوق والتنزه التى قاموا بها معا، ولم يتطرق للحديث عن توجهات مارلين السياسية إلا عند تناول الأحاديث التى جمعتهم على العشاء التى لم تخرج عن كونها مجرد دردشة مسائية. ووفقا للكتاب فإن مارلين مونرو تحدثت فى أغلب الأوقات عن نفسها وعن الشخصيات المقربة منها، لكنها أيضا عبرت عن تضامنها القوى مع الحقوق المدنية والمساواة بين الأعراق، كما تحدثت عن إعجابها بالنموذج الصينى فى مقابل شعورها بالغضب من القائمة السوداء التى وضعتها المباحث الفيدرالية للفنانين أصحاب الفكر الاشتراكى، وأكدت على كراهيتها الشديدة لمدير المباحث الفيدرالية جى إدجار هوفر. وإدجار هوفر هو مؤسس المباحث الفيدرالية ومديرها لعدة عقود وواحد من أهم الشخصيات السياسية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو من وضع سياسة المباحث الفيدرالية الخاصة بالتجسس على المشاهير وتخصيص ملفات لأغلب الشخصيات العامة، وقد أمر هوفر بمراقبة عدد كبير من نجوم الفن فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومنهم مارلين مونرو، فرانك سيناترا، شارلى شابلن، وآرثر ملير زوج مونرو الأخير. وكانت أنشطة المباحث الفيدرالية نحو المشاهير قد خضعت لعدة تحقيقات من جانب الكونجرس الأمريكى، ومن ضمنها تحقيق بشأن تورط المباحث الفيدرالية فى إرسال تهديدات لنجمة السينما إليزابيث تايلور، وقضية أخرى تتعلق بابتزار الممثل الشهير كلارك جيبيل بطل فيلم «ذهب مع الريح»، وقد تضمنت الوثائق أن المباحث الفيدرالية كانت على دراية بالافتراضات التى تشير إلى أن قنبلة الإغراء الأمريكية لم تنتحر ولكنها قتلت، ولكن هذه الوثائق الجديدة لا تعكس أى جهود قامت بها المباحث الفيدرالية من أجل التحقيق فى هذه المزاعم.