عشنا عصر طويل من الظلام والفساد الذى طالت أذرعه كافة مناحى الحياة اليومية التى نعيشها ، حتى أن قامت ثورة الخامس والعشرون من يناير التى رفعت العيش والحرية والعدالة الإجتماعية على رأس مطالبها قبل إسقاط نظام الحكم الفاسد ، وبمجرد أن سقط رأس النظام بتنحى مبارك ظن الجميع أنهم سيعيشون عيشة كريمة ، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن ، فتخبطت مصر وأصبحت السماء ملبدة بغيوم الظلم الذى لا ينتهى ، وبين هذا وذاك نسى المسئولون أن هناك أناساً ينتظرون يوماً يستنشقون فيه هواءاً نقيا ويشربون مياه خالية من التلوث . ولذا كان لزاماً علينا كصحفيون نحمل أمانة الكلمة أن ننقل صورة من حياة هؤلاء للمسئولين عل وعسى أن يتحرك ساكنا ويلقى حجراً يحرك ركود المياه .
قمنا بزيارة لثلاث قرى تابعة لمركز دمياط وهى الخياطو وشط جريبة والجواهرة
لم يختلف الأمر كثيراً بين الأولى والثانية والثالثة ، فكل قرية منهم أسوأ حالاً من سابقتها .
بدأنا جولتنا بقرية الخياطة إحدى قرية مدينة عزبة البرج وقد إستقبلنا على مدخل القرية الكابتن خليل عوض والذى إيطحبنا خلال جولتنا ، وبدأ حديثه عن الترعة التى تشتق الطريق قائلاً : أكثر مطالبنا إلحاحاً أن يتم ردم الترعة لتوسيع الطريق الذى يستخدم للمرور فى إتجاهين مما يتسبب فى كثرة الحوادث على الطريق .
وأكد على كلامه الأستاذ محمد الزينى والذى إلتقيناه صدفة وقال عملت رئيساً للمجلس الشعبى للخياطة منذ 2005 حتى 2010 قبل سقوط النظام المباركى ، وطالبنا مراراً وتكراراً بردم الترعة حتى تسمح بمرور السيارات التى تحمل أوزان كبيرة ، وللقضاء على الفئران والحشرات التى تسكن الترع أسوة بقري الشعراء وغيط النصارى والسنانية .
وواصل حديثه قائلا : نحتاج لزيادة سعة محطة الصرف الصحى التى انتهى عمرها الإفتراضى منذ 12 عام ، وكذلك نحتاج لتغيير خط المياه الذى يمر اسفل الأسفلت وينكسر بإستمرار مما يؤدى إلى إختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى .
وأضاف أن الحكومة لها العديد من الملاحات بقرية الرطمة التابعة لمدينة عزبة البرج والتى تنقل الملح عبر سيارات كبيرة تمر على الطريق الواقعة عليه القرية مما يتسبب فى إنهيار أجزاء من جسم الطريق ، ويتسبب ذوبان الملح أيضاً غلى إنزلاق السيارات التى تمر على الطريق ، وبالتالى كثرة الحوادث والخسائر فى الأرواح البشرية .
وعن الميزانية المخصصة للقرية قال الوحدة المحلية للخياطة تضم الرطمة وطبل والخياطة والجواهرة والبصايلة وشط جريبه ومنطقة أول عزبة اللحم ، والميزانية التى تخصص لا للتنمية فى كافة القرى فى آن واحد ، وللتغلب على الأزمة يجب زيادة الميزانية المخصصة من وزارة التنمية المحلية ، أو إستقلال بعض القرى وتخصيص ميزانية لها .
وعن الوحدة الصحية بالقرية وجدنا أنها قاصرة على عيادة الأسنان والإستقبال والحقن ولايوجد تحاليل أو أدوات طبية أو أجهزة لعلاج المرضى ، والحالات التى تحتاج لخياط يتم تحويلها إلى مستشفى دمياط التخصصى أو العام .
ثم إنتقلنا إلى منطقة " ابن قفل " التابعة لشط جريبة وهى ملاصقة للقرية تماماً وكانت أولى مشاكلها التى وضحها عيد الطلخاوى أن المنطقة لا تتمتع بالصرف الصحى ، ويتم إلقاء الصرف الصحى للمنطقة بالكامل فى الصرف الزراعى والترعة التى تقع على طريق القرية .
وقال محمد عطية أحد سكان المنطقة : نعانى من إنقطاع التيار الكهربائى بصورة مستمرة بسبب زيادة الأحمال على الأكشاك لإنتشار الورش بالمنطقة ، كما تحتاج المنطقة لتغيير مواسيير المياه بالكامل نظراً لقدمها وتآكلها .
وبمنتهى الجرأة قال وليد عبيد أحد أبناء القرية " ابن قفل " سقطت من حسابات المسئولين لأنها تعانى من إنتشار القمامة بصورة مبالغ فيها فى كافة أنحاء القرية دون أى إهتمام لا من رئيس وحدة محلية ولا من رئيس مجلس مدينة ولا من محافظ واللوادر معطلة وتحتاج لصيانة والعمالة مؤقتة لا ترفع القمامة إلا حينما نعطيهم مقابل ذلك من نقود .
وفى نبرة آسى قال : عشنا وسنعيش نحلم أن نتنفس هواءً نظيفاً ونحلم بعيش كريم لنا ولأبنائنا .
ومن مأساة إلى مأساة تجولنا على الطريق الواصل بين القرى حتى وصلنا لقرية الجواهرة وإلتقينا الحاج محمد عباس جوهر والذى قال أن المشكلة الرئيسية فى قرية الجواهرة عدم وجود الصرف الصحى ، وقال أيضاً أن القرية حصلت على الموافقة بالإدراج ضمن مشروع عزبة اللحم للصرف الصحى بتاريخ 15/8/2011 وأنه منذ ذلك الحين لم ينفذ أى شئ .
وأضاف أن القرية حصلت على موافقة أخرى بتغيير خطوط مياه الشرب ولم ينفذ أى شئ مما يحلم به سكانها ، وخاصة أن مواسير مياه الشرب من الإسبستوس التى يزيد عمرها عن المائة عام .
وأضاف الحاج نصر أحد سكان القرية أن الطرق غير صالحة للسير وخاصة فى فصل الشتاء وتساقط الأمطار لأنها تحتاج للرصف والإنارة .
وقال على صيام أحد سكان القرية أيضاً طالبنا من قبل بنقطة إسعاف فى الوحدة الصحية للخياطة التى نتبع لها ولم ينفذ ذلك المطلب ، وتفتقر القرية للرعاية الصحية بشتى صورها .