قرية الرطمة إحدي قري محافظة دمياط.. تقع علي نهر النيل قبل نهاية مصب النهر بكيلومترات وتطل من الجهة الشرقية علي بحيرة المنزلة. ومن الجهة الشمالية يفصلها قناة تفصل بين نهر النيل وبحيرة المنزلة. ويعمل أهلها بالزراعة وصيد الأسماك. ويبلغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة. وهي تابعة لمدينة عزبة البرج. والرطمة تابعة إدارياً لقرية الخياطة والتي تضم عدة قري صغيرة أكبرها قرية الرطمة. وبالرغم من ذلك فقد سقطت من حساب المسئولين. وحتي أبسط حقوق البشر في الحياة فقدها أهالي هذه القرية. سقطت حقوقهم علي طريق القرارات التي لا تنفذ. ولا يهتم بها المسئولون. والخطط المؤجلة لعشرات السنين القادمة ولم يعثروا عليها حتي الآن. وأهم مشكلة تواجه القرية الآن هي مشكلة مروي السوامرة أو "مصرف الموت" كما يقال عنها. والذي تسبب في ارتفاع نسبة الفشل الكلوي وفيروس "سي" وتلوث الحياة بالكامل حتي الزرع والأسماك. يقول فاروق إبراهيم أبوعلي- أحد السكان- إن القرية ليس بها نظافة إطلاقاً أو حتي عمال نظافة وبالرغم من ذلك ندفع رسوم النظافة كاملة ولا نحصل عليها. فالشوارع أصبحت مليئة بالقمامة في كل مكان. ونقوم بتنظيف الشوارع أمام منازلنا. وتساءل هل نحن مكلفون بدفع مقابل لخدمة لا نحصل عليها؟! أضاف: إن مشاكل القرية كثيرة جداً تحتاج كل مشكلة منها لكتاب لشرحها والتعريف بأضرارها وخطورتها. ولدينا في القرية مشكلة مصرف السوامرة. أو كما يقال مروي السوامرة الذي يلقي فيها الأهالي مياه الصرف الصحي. نظراً لعدم وجود شبكة صرف صحي بالقرية. والأخطر أنه يتم ري الأراضي الزراعية بالقرية منه. وكذلك يختلط بمياه الشرب التي يتناولها أهالي القرية وتتسرب المياه منه إلي البحيرة ليشرب منه السمك أيضاً. إضافة إلي أنه لا يوجد بالقرية وحدة صحية أو عيادة طبيب ولا صيدلية ولا حتي مركز للشباب. والكهرباء تنقطع باستمرار. تقول إم علي- من السكان- إن القرية بها فرن واحد فقط ويعمل ساعتين في اليوم. والخبز لا يصلح للاستخدام الآدمي ولا يكفي لسد حاجة الأهالي. وليس عندنا وحدة صحية ولا طبيب معالج أو حتي صيدلية أو مركز للشباب وليس بها من الخدمات أو المرافق سوي مدرسة واحدة ابتدائية. لقد سقطنا من حساب المسئولين. ونعيش مثل سكان القبور أو أهل الكهف. يضيف محسن حمدان أبوعلي- من الأهالي- مصرف السوامرة يمتد بطول القرية وسط المنازل والأراضي الزراعية التي كانت تروي منه وهو ملك عائلة أبوسمرة. ولكن مع مرور الوقت بدأ الأهالي في إلقاء الصرف الصحي في المصرف نظراً لعدم وجود شبكة للصرف الصحي بالقرية. إضافة إلي إلقاء القمامة والنفايات به ومع مرور الوقت وزيادة التلوث وانعدام التطهير للمصرف أصبح كوحش يلتهم القرية وينشر التلوث في كل مكان. صابر أبو جمعة: المصرف يقع خلف سور المدرسة الابتدائية التي أنشئت حديثاً وتم افتتاحها هذا العام فقط بعد عذاب طويل. وقد حدث منذ فترة مصرع طفل في هذا المكان. وكان ذلك قبل إنشاء المدرسة. طالب جمعة بتغطية المصرف أمام وخلف المدرسة. أما فاروق عبده: فيري أن مصرف السوامرة هو سبب التلوث. وبسببه انتشر الفشل الكلوي في القرية. لأنه يستخدم في ري الأراضي الزراعية ويتسرب إلي البحيرة ويلوث الأسماك. متسائلاًً أين حقوق 4000 نسمة يعيشون في القرية؟ يقول حسن حامد فرحات- مزارع- علي قد ما أوعي وإحنا بنروي الأرض الزراعية من المروي ولكن كان نظيف زمان وبدأ واحدة واحدة يتلوث من الصرف الصحي والقمامة التي يلقيها الأهالي. وبدأ يؤثر علي الزراعة لأن المحصول قل عن الأول. وكمان لون حبة المحصول أصبح "غامق" لأن المروي ملوث بالصرف الصحي ويظهر ذلك في محصول الأرز والذرة التي أقوم بزراعتها. والمصرف لازم يتغطي عشانه ملوث. راضي محمدين: شوارع القرية ليست مرصوفة والبلد الزراعي وفي فصل الشتاء تكون الشوارع عبارة عن طين في كل مكان وعندما طالبنا برصف الشوارع كانت حجة المجلس أن البلدوزر كبير ولن يمر في شوارع القرية. كما طالبنا بتغطية المصرف وقالوا إنهم قدموا قرارات كثيرة والآن الحال كما هو عليه. وكأننا عايشين في جبانة. يقول حسن حمودة عاشور- تاجر سمك- المروي الملوث تتسرب مياهه إلي البحيرة ويقضي علي الثروة السمكية والسمك لا يكبر ولا ينمو ونجد أن السمك يموت من زيادة التلوث عليه. ونجده طافياً علي سطح المياه والسمك الذي يعيش في هذه المنطقة. طعمه وحش بسبب تلوث المياه. حتي توقفنا عن الصيد في هذه المنطقة تماماً. وفي مدرسة الرطمة الابتدائية يتعرض 279 تلميذاً للخطر بسبب مجاورة مروي السوامرة لسور المدرسة. تقول فاطمة أحمد الوهدان- مديرة المدرسة- المروي يمثل وباءً في حد ذاته وخطورة علي حياة أهل القرية بالكامل. وعلي حد علمي أن المجلس المحلي بالخياطة قدم العديد من الطلبات لتغطية المصرف. يقول حسن الداجن- مدرس- نريد تغطية المصرف بالكامل وتوسعة المدرسة بجزء منه حيث إن تغطية المصرف حماية لأهل القرية وللأطفال والقضاء علي التلوث. تقول وسام فياله: هناك مشكلة الطريق من الرطمة إلي عزبة البرج حيث إن الطريق يحده من ناحية الترعة ومن ناحية أخري البحر. وينهار الطريق باستمرار في الترعة ويضيق الترعة ويضيق حجمه. بالإضافة إلي أن عربات الملح التي تأتي علي الطريق يتساقط منها الملح. وعندما يسقط عليه الندي نجد أن الطريق تنزلق عليه الموتوسكيلات والسيارات وتكثر الحوادث. وقد أرسلنا شكوي للمحافظ نناشده فيها بتغطية الترعة بداية من أول كوبري الحطاب إلي قرية الرطمة. وذلك لتوسعة الطريق ومنع سقوط السيارات في الترعة المكشوفة. عابد رزق: أخذنا العديد من القرارات بالمجلس المحلي بشأن تغطية المصرف في الرطمة وقامت هيئة الصرف الصحي بعمل دراسة لإدراج القرية في خطة الصرف الصحي والتي قيل عنها أنها خطة مستقبلية ولم يحدد لها موعد. بشير محمد شهيب: تعتبر قنوات الري بالرطمة قنوات أهلية ملك الأهالي وكل حيازة من الأراضي الزراعية لها مروي خاص بها ولذلك لا يمكن للمجلس أن يقوم بأخذ قرارات لتغطية تلك المصارف إلا بإذن الأهالي لأنهم مالكوها. ولكن المشكلة في هذا الأمر أن كل المنازل قامت بتوصيل الصرف الصحي علي مروي السوامري. مما أدي إلي تلوث الزراعات وموت الأسماك ولذلك قام المجلس بتقديم مذكرة لمركز ومدينة دمياط لتغطية مسقي المجموعة بالرطمة ومسقي الرخا بالخياطة.