ذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية اليوم الاثنين أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يتعرض حاليا لأكثر الانتقادات قسوة من قبل الفلسيطنيين منذ تعيينه موفدا للرباعية الدولية في المنطقة، معتبرة أن هذه الانتقادات لا جدوى منها. ونقلت الصحيفة البريطانية - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - عن مسئولين فلسطينيين قولهم إنه لاينبغي لتوني بلير أن يعتبر الهجوم عليه شخصيا، إلا أنه ومع ذلك يجب أن يتخلى عن منصبه كموفد للجنة الرباعية الدولية ويعود إلى بلاده، حيث لا جدوى من منصبه والجهة التى يمثلها على الإطلاق . ولفتت الصحيفة إلى أن بلير تولى منصبه الحالي كممثل للرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة ، في منتصف عام 2007، عقب أسابيع قليلة على مغادرته مقر رئاسة الحكومة البريطانية، مشيرة إلى أنه قام بنحو 90 جولة منذ توليه المنصب لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة ، وفقا لما قاله خلال زيارته الأخيرة للمنطقة . وأضافت الصحيف "وعقب أربع سنوات كان يستأجر خلالها 15 غرفة في فندق (أمريكان كولوني) لموظفيه الدائمين، ضرب بلير جذورا أكثر ديمومة في 2011 باستئجار الطابق العلوي في مبنى مكاتب حديث في حي الشيخ جراح في القدس". ومع ذلك، قال كبار المسئولين والمحللين الفلسطينيين "إن انتقال بلير لم يكن ضروريا، وإن إقامته في المنطقة يجب أن تختصر ". وقال محمد اشتية، وهو مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الماضي "إن الرباعية عديمة الجدوى"..معتبرا أن حاجتها المستمرة للتوصل إلى تفاهم داخلي بين أعضائها المتصارعين جعلها غير فعالة . وأضاف اشتية -الذي كان قد عقد للتو اجتماعا مع بلير - "أن بيانات الرباعية دائما لا تعني شيئا في الواقع لأنها تكون مليئة بما يسمونه الغموض البناء الذي لا يأخذنا في الواقع إلى أي مكان".. مؤكدا الحاجة إلى "وسيط يكون مستعدا للالتزام وأن يقول للطرف الذي يدمر عملية السلام : أنت المسئول".وذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية أن مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكنغز ، اتفق مع اشتية في الرأى ، حيث أصدر تقريرا في فبراير الماضي، بعنوان صريح هو "رباعية الشرق الأوسط: تشريح بعد الوفاة". وقال التقرير "ليس لدى الرباعية أي شيء يستحق الذكر يمكنها أن تعرضه كحصيلة التزامها بعملية السلام على مدى عقد من الزمن، فالإسرائيليون والفلسطينيون ليسوا أقرب إلى حل الصراع الدائر بينهما ، وفي الحالات القليلة التي تمت فيها مفاوضات سياسية، كان دور الرباعية لا يزيد عن دور المتفرج". وأضاف التقرير "وعقب أن قضت اللجنة معظم السنوات الثلاث الماضية في حالة من الشلل، وعقب فشلها في ثني الفلسطينيين عن السعي إلى عضوية الأممالمتحدة والاعتراف بهم في سبتمبر 2011، بلغت الرباعية في نهاية الأمر حدود فائدتها". وخلص التقرير إلى أن الآلية الحالية أقدم عهدا، ومفككة، وفاقدة للمصداقية بدرجة أكثر مما يسمح بإعادة تشكيلها؛ وبدلا من القيام بمحاولة أخرى عبثية ل"إعادة تنشيطها"، يجب على الولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأممالمتحدة وروسيا السماح للآلية الموجودة حاليا بالاختفاء". وقالت الصحيفة "إن بلير لا يزور غزة إلا نادرا متعللا بالأعذار الأمنية، إلا أن موقع الرباعية الدولية على الإنترنت يزعم أنه قام بإنجازات عدة في الضفة الغربية منها إزالة نقاط التفتيش الإسرائيلية ومرافق أحدث للتصدير"، الأمر الذي قال بشأنه مسئولون فلسطينيون وإسرائيليون "إن اللجنة يبدو أنها تنسب لنفسها ما يقوم به آخرون". وقال غسان الخطيب نائب رئيس جامعة بير زيت قرب رام الله ووزير سابق في حكومة السلطة الفلسطينية "أعتقد أن الفلسطينيين خاب أملهم بأداء الرباعية في المجمل، ولا أستطيع أن أتذكر أي شيء جدي نجحت الرباعية في مساعدتنا به"..معتقدا أن اللجنة فشلت في تحقيق أي إنجاز يذكر .. مشيرا إلى أن هذا لا صلة له بتوني بلير . وأوضحت الصحيفة أن مكتب رئيس الوزراء الأسبق توني بلير في القدس لم يستجب لطلب بتقديم تعقيب على هذا التقرير".