تعددت ردود الفعل الإسرائيلية على الخطاب الذى ألقاه حسن نصر الله الأمين العام لمنظمة حزب الله اللبنانية أمس، واعترف فيه بأن الطائرة من دون طيار التى اخترقت الأراضى الإسرائيلية مؤخرًا أرسلتها منظمته وأنها إيرانية. وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية أنه بينما تقوم طهران بالتدخل فى الجبهة الإسرائيلية- اللبنانية، فقد التقى رئيس الكنيست رؤبين ريفيلن مساء أول من أمس (الخميس) مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، الذى نفى تصريحات لريفلين أكد فيها أن التهديد الإيرانى النووى حقيقى وواقعى، مضيفًا أنه «حتى الآن لم يثبت بشكل واضح أن إيران تتوجه لتطوير السلاح الذرى».
لافروف أضاف «نحن لا نمنح دعمًا أوتوماتكيًّا لإيران، وإنما نتأكد أن الإسرائيليين يفهمون المخاطر والصعوبات فى تلك القضية.. روسيا تعتقد أن إيران لا تنوى مهاجمة إسرائيل بسلاح نووى، خصوصًا فى ظل التركيب السكانى لإسرائيل، الذى يضم ملايين العرب والمسلمين»، وقالت الصحيفة إن ريفلين من جانبه أكد أن روسيا هى «الوحيدة التى يمكنها إيقاف طهران دون حاجة إلى عقوبات أو عملية عسكرية»، موضحًا أن «الصداقة بين موسكووطهران تسمح للأولى بمنع الثانية من تطوير سلاحها الذرى».
وفى تحليلها لخطاب نصر الله، قالت الصحيفة العبرية إن نصر الله لم يُدلِ بتفاصيل عن المعلومات التى قامت الطائرة بتجميعها خلال تحليقها لفترة طويلة فى المجال الجوى الإسرائيلى، لكنه رغم عدم إدلائه بأى تفاصيل فإنه تحدث فى إسهاب عن التقارير الإعلامية الإسرائيلية التى تحدثت عن الواقعة.
وبعنوان «عملية الطائرة من دون طيار: الإيرانيون ينتجون وحزب الله ممثل مساعد»، قال يوسى ميلمان الخبير الاستخبارى الإسرائيلى، فى تقرير له بموقع «والا» الإخبارى العبرى أمس، إن الأمين العام لحزب الله ربما أراد أن يثبت ببعثه الطائرة من دون طيار، أن يثبت لتل أبيب، أن منظمته حية ترزق، لكن الهدف الحقيقى وراء ذلك خطابه ليس كذلك، وإنما الهدف الحقيقى هو إيران نفسها، حيث تحاول الأخيرة خلق توازن ردع أمام إسرائيل، وإثبات أنها لا تكتفى بتهديد تل أبيب.
ميلمان أضاف فى تقريره «الصوت صوت نصر الله، لكن اليدين اللتين تفعلان كل شىء هما يدا إيران؛ فبعد 5 أيام من تقديرات الإسرائيليين بشأن الطائرة وتأكيدهم أنها أُرسلت من قِبل حزب الله، وبتوجيه من إيران، بعد ال5 أيام تلك، خرج نصر الله ليصدق على الأمر فى خطاب مسجل، وعلى ما يبدو أنه سجل كلمته تلك فى مخبئه غير المعروف».
وأشار إلى أن حزب الله يخشى الحرب الأهلية فى سوريا، والتى من شأنها إسقاط نظام بشار الأسد، كما أنه مُحرج من كشف مشاركة رجاله فى تلك الحرب، والذين قتل منهم العشرات، وعلى هذا ربما يكون نصر الله قد أراد إثبات أن منظمته التى تحدد نفسها بالمعارِضة لإسرائيل، ما زالت حية ترزق، لكن الحقيقة أنه منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، والتى اندلعت دون رغبة طهران، منذ تلك الحرب وقوة منظمته اللبنانية تقلصت وتضاءلت.
ولهذا -أضاف ميلمان- قال نصر الله ما قال، لأن الإيرانيين أصدروا إليه التعليمات بقول هذا، والآن بات واضحًا أن الطائرة من دون طيار هى إنتاج إيرانى، وأن حزب الله ليس إلا الممثل الساعد فقط، موضحة أن نصر الله أكد أن الحديث يدور عن طائرة من دون طيار من إنتاج إيران. ولفت مليمان إلى أنه يمكن الافتراض أن خبراء إيرانيين أشرفوا من غرفة التحكم فى لبنان على إطلاق الطائرة وتحليقها فى الجو، حتى تم اعتراضها على يد الجيش الإسرائيلى وإسقاطها.