من المثير للسخرية أن يكون السلاح الذي تفخر إسرائيل بامتلاكه سببا في سخرية الجميع منها، نتحدث هنا عن الطائرات بدون طيار، ووفقا لتوصيفها العسكري هي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقا لطريق تسلكه. وفي الغالب تحمل لأداء مهامها أجهزة كاميرات أو قذائف، ويستخدم عدد كبير منها في أغراض المراقبة والهجوم. وبالرغم من أن الاوساط العسكرية الإسرائيلية صدعت رؤوسنا خلال السنوات الماضية عن قدرات تلك الطائرة سواء في الهجوم أو جمع المعلومات الاستخباراتية إلا أن حادث وقع يوم السبت الماضي، ضرب التهاويل الصهوينية في مقتل، عندما نجحت طائرة من هذا النوع في اختراق الأراضي الإسرائيلية والتحليق لمدة ثلث ساعة فوقها دون أن ينجح جيش تل أبيب المتفاخر بقواته وأجهزته وسلاحه الجوي من اعتراضها إلا بعد مرور ال20 دقيقة تلك. «الفشل الذريع» هذه هي الكلمة المنتشرة في تل أبيب الآن لوصف تعاطي إسرائيل مع هذا الحادث، حيث نقل موقع «والا» الإخباري العبري عن مسئولين عسكريين قولهم إن الطائرة إذا كانت قد أقلعت من لبنان فقد طارت فوق الجزء البحري لمدن تل أبب وحيفا وأماكن حساسة أخرى، ونجحت في خداع منظومة الرصد الجوي الخاص بتل أبيب التي أثبتت أنها في تعاطيها مع الطائرة أنها كانت نائمة وغير منتبهة لما يحدث، الموقع الإسرائيلي نقل عن هؤلاء المسئولين خشيتهم من إرسال طائرات من هذا النوع للقيام بعمليات انتحارية. كل أصابع الاتهام الإسرائيلية موجهة ناحية منظمة حزب الله وإيران، هذا ما نلاحظة من التقارير الإعلامية فيما تنقله عن المسئولين العسكريين الإسرائيلين، صحيفة «معاريف العبرية» استبعدت أمس أن تكون حركة حماس هي التي تقف وراء الطائرة، مضيفة في تقرير لها أن رئاسة الأركان بتل أبيب أجرت تقييما للوضع وأخرجت الحركة الفلسطينية من هذه اللعبة، مضيفة أن المتهم الأول هو منظمة مثل حزب الله، تحظى بدعم إيراني مهم قادرة على الوقوف وراء هذا العمل. معاريف لفتت إلى أن ان هذا لا يعني إلا تطوير المنظمة اللبنانية لقدراتها الجوية، ما يعني أن أي حرب قادمة بين إسرائيل وحزب الله ستكون مختلفة عما سبق، فقد ترسل المنظمة اسراب من تلك الطائرات للأماكن الإسرائيلية شديدة الحساسية للقيام بعمليات انتحارية. يدورها قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت العبرية» أن هناك حالة من التكتم الإسرائيلي بشأن الطائرة التي تم إسقاطها السبت، لكها نقلت عن مصادرها قولهم إن ما تبقى من جسم الطائرة يزيد التكهنات بتورط «حزب الله» في هذا الحادث، وقيامه بإرسال الطائرة لتصوير مفاعل «ديمونه» النووي بصحراء النقب وجمع معلومات عنه قد تستخدم في أي حرب مع حزب الله او إيران. وذكرت الصحيفة العبرية أن حادث السبت يحمل رسالة تحذير إيرانية لتل أبيب التي لا تتوقف عن تهديداتها بضرب المفاعل النووي لطهران، مضيفة أن الأخيرة تقوم باختبار دفاع تل أبيب الجوي من خلال حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني بلبنان ، مضيفة أن إسقاط الطائرة على بعد 30 كيلومتر من «ديمونة» يجعل حسن نصر الله الأمين العام للمنظمة اللبنانية يحتفل بالنصر. الفزع الإسرائيلي من تجدد وقوع حوداث من هذا النوع، دفع تل أبيب مساء أول أمس الأحد إلى نشر بطارية صواريخ «باتريوت» في جبل الكرمل على الحدود مع لبنان وفقا لما أوردته القناة العاشرة الإسرائيلية. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل عامين اخترقت طائرة بدون طيار المجال الإسرائيلي قادمة من لبنان وتحطمت بالقرب من نقطة عسكرية إسرائيلية على الحدود الشمالية، وقالت وسائل الإعلام العبرية وقتها إن قوات تل أبيب استطاعت رصد تلك الطائرة وخلصت التقديرات العسكرية والاستخباراتية إلى أنها تابعة لمنظمة حزب الله اللبنانية. كما يذكر أن حادث الطائرة الذي أصاب تل أبيب بحالة من الجدل جاء بعد يوم واحد من مناورات عسكرية أجراها الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضية بالذخيرة الحية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وشارك فيها مختلف القطاعات العسكرية الجوية والبرية وسلاحي المدفعية والدبابات، كما كثف الجيش الإسرائيلي من دورياته على طول الخط الحدودي مع الجنوب اللبناني، وشهدت المنطقة تحليق مكثف للمروحيات ولطائرات الاستطلاع.