محمد سعد قال الدكتور معتز عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن معظم دول الخليج، باستثناء قطر، لديها مخاوف وشعور بعدم الارتياح لما يحدث في دول الربيع العربي الذي يبدو لهم أنه خريفاً قد جاء لينال من الحلفاء والشركاء لصالح المنافسين والأعداء.
وأوضح عبدالفتاح عبر موقعة الخاص على "تويتر"، أن وجهة نظر دول الخليج حول الربيع العربى تتركذ على ثلاثة أبعاد، أولها، تحدي التحول في نمط العلاقة: موضحا إن أنماط العلاقات الدولية تنقسم إلى خمسة: تحالف، شراكة، حياد، منافسة، عداء، وأن مصر في عهد مبارك كانت حليفا قويا لدول الخليج ضد أعداء هذه الدول سواء من الداخل أو من الخارج، مؤكدا أنه في علاقات التحالف هذه يكون نمط العداء والصداقة تقريبا متطابقا، موضحا أن مصر فى عهد مبارك ومعها دول الخليج كانوا يقفون على مسافات متقاربة من العداء مع إيران وهذا كان أمرا مطمئنا بشدة للأشقاء الخليجيين، كما أنهم كانوا على مسافات متقاربة من الصداقة مع الولاياتالمتحدة والدول الغربية، قائلا: "وحل محل نظام مبارك حكم الإخوان الذي قد يحول مصر من خانة التحالف إلى خانة رمادية يمكن أن تكون شراكة أو منافسة أو ما بينهما من حياد".
وأضاف عبدالفتاح، أن ثانى الأبعاد يتمثل فى تحدي الاستقرار، قائلا: أن "الإخوان يشكلون تحديا مزدوجا لمعظم دول الخليج: فمن ناحية، هناك إخوان داخل كل دولة من هذه الدول، ولا أتحدث عن إخوان يحملون الجنسية المصرية، ولكن إخوان يحملون جنسية هذه الدول، وهم يشكلون المعارضة الأقوى للنظام القائمة، حتى وإن كانت معارضة ضمنية وليست ظاهرة على السطح في كل الأحوال".
وتابع: أن الكثيرون من القائمين على الحكم في دول الخليج، يعتقدون آن فوز الإخوان بالسلطة في أي دولة يغري الإخوان في بقية الدول على أن يسيروا في نفس الاتجاه، فى حين لا ينسى الدارس لهذه المنطقة أن معظم "الانقلابات" العسكرية التي حدثت في أعقاب ثورة 1952 تمت بمساعدة ودعم مصريين.
وأشار عبدالفتاح الى هناك تحدي للتغيرات المحتملة لنمط التحالفات الإقليمية والدولية التي استقرت فى عهد مبارك، حيث تثير هذه التحالفات مخاوف حقيقية من أنها ستتغير أو على الأقل ستمر بفترة من عدم الاستقرار بسبب احتمالات التقارب المصري الإيراني، قائلا: "هذا الخطر الأكبر على دول الخليج".
وأعتبر أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس مرسي لإيران من حيث المبدأ كانت مقلقة، وما خفف من تأثيرها السلبي هو مضمون ما قال هناك.
وأكد عبدالفتاح أن البعد الثالث يتمثل فى تحدي النمط التنموي، قائلا: " كان المعتاد أن يفوز النمط الخليجي في أي مقارنة بين الدول العربية بشأن مؤشرات التقدم، وأن النمط الخليجي يعبر عن مجتمع أكثر محافظة سياسيا وأكثر رفاها من الناحية الاقتصادية، في مواجهة مجتمعات أكثر فسادا وأقل رفاها، مؤكدا ان المنافسة الآن ستكون مع نمط جديد ملامحه لم تتشكل بعد.
وتابع: الكثيرين في دول الخليج يتخوفون من أن يكون النمط الجديد أكثر جاذبية لشعوب المنطقة من النمط القديم والتقليدي الذي كان يجعل النمط الخليجي مقبولا أكثر، لأن اعتبارات الأمن القطري والأمن القومي لمصر يقتضيان أن يتم معالجة كل هذه المخاوف، متسائلا: ما العمل؟ أخشى أن ننجرف إلى حرب باردة عربية، ولا أتصور أن مصر، حتى في عهد الإخوان، يمكن أن تغير نمط تحلفاتها.
وطالب أستاذ السياسة الرئيس مرسى وفريقة بالتواصل الشخصي والإنساني مع قيادات دول الخليج لإقامة علاقة تحالف استراتيجي جديدة، معتبرا أن تلك العلاقات الاستراتيجية الجديدة من شأنها أن تبدد المخاوف وتحول معادلات العداء والتنافس إلى معادلات شراكة وتحالف، قائلا: "أخشى أن ننجرف إلى حرب باردة عربية، ولا أتصور أن مصر، حتى فى عهد الإخوان، يمكن أن تغير نمط تحالفاتها".