نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان خبراء الشرق الأوسط يرون ان أعمال الشغب المناهضة للولايات المتحدة التي انتشرت بأكثر من عشر دول في منطقة الشرق الأوسط هي علامة على وجود انشقاقات بين الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين الذين يتنافسون على السلطة بخضوع مجتمعاتهم لتغيير . و سواء ساعدت السياسة الخارجية الأميركية على خلق بيئة سياسية يكافح بها المتطرفون من أجل البقاء أو شجعت المتطرفين للعمل بها، فهذه مسألة عليها خلاف.
وقال وليد فارس، مستشار تجمع مكافحة الإرهاب في مجلس النواب الأمريكي ومؤلف كتاب 2010 "الثورة القادمة: النضال من أجل الحرية في الشرق الأوسط" انه ينظر الي توجه الرئيس أوباما إلى الربيع العربي، للتعامل مع الاسلاميين وليس العلمانيين، من قبل خصومنا علي انه "انفصال، في حين أن المتطرفين لا يتراجعون. عندما ننسحب، فإنهم يتقدمون."
تراها تمارا ويتس، التي شغلت منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى حتى قبل بضعة أشهر، بشكل مختلف. وقالت يتس ان انسحاب الجيش الامريكي من العراق ازال "مصدر هائل" من الظلم للمسلمين المحافظين المتطرفين، المعروفين باسم السلفيين، الذين يقودون هذا الاتهام في الاحتجاجات الأخيرة، والذين تقترب ايديولوجياتهم من الإرهابيين الإسلاميين الذين دخلوا فى حرب مع الولاياتالمتحدة، . "الآن هم يحاولون اثارة المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بسبب هذا الفيلم المصطنع. "
و قد هاجم المتظاهرون سفارتي الولاياتالمتحدة وخاضوا معارك مع قوات الأمن الحكومية، معربين عن غضبهم من مقطع يوتيوب 14 دقيقة –الذي تم انتاجه في لوس انجليس و يصور نبي الإسلام، محمد، زير نساء و محتال. وقال يتس ان الولاياتالمتحدة أصبحت كرة قدم سياسية مريحة في الصراع على السلطة في العالم العربي التي تم تعيينها في حركة الانفتاح الديمقراطي التي حاول الرئيس أوباما والرئيس السابق جورج دبليو بوش استخدامها للدخول إلى المنطقة.
قالت انه مع وجود الحكومات الديمقراطية الآن في العراق ومصر وتونس وليبيا، وتشكيل حكومة جديدة في اليمن، " فتحت القوة وهناك تساؤل في هذه البلدان عن أي نوع من المجتمع سيكونون". يريد السلفيين إجبار الناس على العيش بطريقة تحاكي حياة محمد وأتباعه ويريدون منع المجتمع المفتوح مع مجموعة من وجهات النظر السياسية. "وهناك آخرون يتنافسون على الجانب الآخر".
وقال فارس ان القادة السلفيين يستخدمون الإمكانيات لكسب الأتباع والنفوذ على حساب جماعة الإخوان المسلمين الأكثر اعتدالا، التي كانت حتى الآن المستفيد الأكبر من الانتفاضات السياسية التي هزت العالم العربي خلال العامين الماضيين. و قالت ويتس ان السلفيين المحافظين المتطرفين ,الذين اثاروا مشاعر الجمهور عبر الفيديو, غاضبون بصدق، ولكن المظاهرات هي أيضا "وسيلة لوضع اصبعهم في عين الحكومة الحالية".
وقالت كوري شكيك، وهي زميلة بارزة في معهد هوفر الذي يدرس في ويست بوينت، ان الاضطرابات يروج لها الزعامات المتطرفة الذين فقدوا شعبية في جميع أنحاء العالم العربي منذ هجمات 9/11 وتحاول أن تظل ذات صلة. وقالت كوري انه في العالم العربي، أضعفت هجمات 9/11 الراديكاليين والمتطرفين العنيفين الذين قالوا أن العملية السياسية لا يمكن أن تحل مشاكلهم، وأدت إلى صعود الإسلاميين الأكثر اعتدالا في أماكن مثل تركيا والأردن والعراق، حيث حلت الصحوة السنية محل القاعدة في العراق. وقالت انه في مصر, الإسلاميين الذين فازوا بأغلبية ساحقة في الانتخابات الجماعية فقدوا شعبيتهم مع استمرار ضعف الاقتصاد.
وقالت كوري ان أوباما وغيره من زعماء الولاياتالمتحدة يجب ان يكونوا أكثر وضوحا في منطقة الشرق الأوسط، وزيادة التركيز على التنمية الاقتصادية وتحسين الحكم، والذي سوف يساعد الدول العربية على معالجة الاستياء السياسي لمواطنيها. و اضافت "ساعدوهم في إنشاء الأنشطة الاقتصادية التي نعتقد أنها الحل للمشاكل التي تؤدي إلى عدم الاستقرار في كل مكان آخر في العالم. الحكم الديمقراطي هو الحل لهذه المشاكل. انها متحجرة في الانتقال، ولكن علي المدى الطويل هو السبيل الوحيد لضمان ما نسعى اليه - المجتمعات سياسيا المعتدلة التي تحل مشاكلهم "