اتهم العراق تركيا اليوم الخميس، بالتدخل فى شئونه الداخلية، بعد أن زار وزير الخارجية التركى مدينة فى شمال العراق بطريقة مفاجئة، اعتبرت اختباراً لقدرة زعماء الطوائف فى العراق على التوصل إلى مصالحة.
وزار أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركى مدينة كركوك التى يتعايش فيها ما يقدر بنحو 850 ألف كردى وتركمانى وعربى بصعوبة، ويأمل الأكراد العراقيون ضمها فى منطقة حكمهم الذاتى، ولطالما خشيت تركيا وسوريا وإيران من أن يذكى إقامة حكم كردى فى كركوك التوجهات الانفصالية لدى الإقليات الكردية فى كل من هذه الدول.
وقال داود أوغلو بحسابه على موقع التواصل الاجتماعى " تويتر" اليوم الخميس، إنه فخور بأن يكون أول وزير خارجية تركى يزور كركوك فى 75 عاماً، مضيفا أن كركوك ستكون مدينة يتعايش فيها العرب والأكراد والتركمان كإخوة فى سلام إلى الأبد.
وقالت وزارة الخارجية العراقية فى بيان نشر على موقعها على الإنترنت، إن زيارة داود أوغلو لكركوك، " نوع من الانتهاك الذى لا يليق بتصرف وزير دولة مجاورة ومهمة مثل تركيا، وهو يشكل علاوة على ذلك تدخلاً سافراً بالشأن الداخلى العراقى".
وأضاف البيان،" أن على تركيا تحمل نتائج هذا العمل أمام الشعب العراقى وما يمكن أن يفرزه من آثار سلبية على العلاقات بين البلدين وعلى عموم الشعب العراقى وأهالى كركوك خصوصاً".
وتدهورت علاقات تركيا مع بغداد بالفعل بعد أن سمحت تركيا ببقاء طارق الهاشمى نائب رئيس وزراء العراق الهارب فى اسطنبول لأسباب صحية.
وأضاف الييان" ليس من مصلحة تركيا أو أى جهة أخرى الاستهانة بالسيادة الوطنية.. وفى نفس الوقت نستغرب من موقف حكومة الإقليم التى سهلت هذه الزيارة دون علم الحكومة الاتحادية وهى بذلك تخالف مسئولياتها الدستورية".
وجاء داود أوغلو إلى شمال العراق ضمن زيارة توصل فيها إلى صفقة شراكة نادرة مع الإقليم الكردى ذاتى الحكم، للتصدى لأى تهديد من جماعة عنيفة تستغل الفراغ فى سوريا فى إشارة، فيما يبدو للمتمردين الأتراك الأكراد الذين ينشطون من شمال سوريا فى الوقت الحالى.
