رغم بداية الاحتجاجات السودانية بشهر يناير العام الماضى, متأثرة بموجة الاحتجاجات العربية فى الوطن العربي, إلا انها لن تأتى بنتيجة لصالح الشعب السودانى حتى الان ,
حيث دعى الشعب الى إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية , عبر موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك ، نظرا لان سياسة النظام الحالى ادت الى " انفصال جنوب السودان و تضييق الحريات ، انتهاك حقوق الانسان ، واعتقال زعيم حزب المؤتمر الشعبى المعارض حسن الترابى ، بالإضافة إلي الغلاء والفقر والبطالة والفساد " .
وبعد اندلاع ثورة 25 يناير المصرية , بخمسة أيام وبالتزامن مع إعلان النتائج الأولية لاستفتاء تقرير المصير لجنوب السودان , والذي أشار إلي رغبة نحو 99% من الجنوبين بالانفصال ، أدت تلك النتائج إلي ظهور دعوات طلابية يوم 30 يناير من عام 2011 لتنظيم مسيرات سلمية مناهضة للحكومة من جميع أنحاء السودان.
واشتبكت الشرطة السودانية مع المسيرات الطلابية ،التى نزلت للشوارع , وقامت باعتقالهم ,بالإضافة الى 50 أمرة بمنطقة أم درمان ، ولم تلقى تلك الاحتجاجات تغطية إعلامية موسعه نظرا لان الامن السودانى اوقف عشرات الصحفيين وطالبهم بعدم تغطية الاحتجاجات ،و اعتقال من حاول القيام بواجبه.
ومنذ يوم الأحد الماضى الموافق 17 يونيو , عادت الاحتجاجات مرة أخرى على نطاق أوسع إلي الشوارع السودانية ، بالتزامن مع اعلان الحكومة السودانية موجة جديدة من إجراءات التقشف , ليقابلها اتساع رقعة التظاهرات التى تندد بارتفاع تكاليف المعيشة ، خاصة و ان الخطة الجديدة التي وضعتها الدولة ترفع الضرائب بنسبة كبيرة فى ظل انخفاض الدعم .
ومع تزايد أعداد المتظاهرين بدأت شرطة مكافحة الشغب تنتشر بكثافة بالمناطق المتواجد بها المحتجون ، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين , و قامت صباح أمس الأربعاء 20 يونيو باعتقال الدكتور كمال أدريس المرشح السابق للرئاسة ومدير الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات ، كما أعتقلت الناشط محمد حسن يونس والإعلامية نجلاء سيد أحمد ؛ وذلك بسبب توثيقها للتظاهرات خلال الأيام السابقة .
ولم تسلم الصحفية المصرية سلمى الورداني أبنة الروائي محمود الوردانى من الإعتقال ، أثناء تغطيتها للأحداث لصالح وكالة بلومبرج . ومازالت الخارجية المصرية فى محاولات للوصول إليها . لكن ما سرعان ما نفت السلطات السودانية اعتقالها لسلمى , مؤكدة ان الاعتقال جاء من قبل المخابرات السودانية ، وكأن الاخيرة لا تمت بالصلة للسلطات السودانية , ونفت وجود إضرابات أمنية بالسودان.
رغم ان جامعة الخرطوم التى تمثل نقطة بداية الاحتجاجات و المسيرات ,ارتفعت فيها الاعداد مؤخرا , لتجول أنحاء عدة من العاصمة ، ونادى المتظاهرون بإسقاط نظام البشير الذى يمتد حكمه أكثر من 22 عاماً ، وذلك بعدما قاد إنقلاب عسكري عام 1989 .