حالة من التخبط تعيشها مصر ، بطولها وعرضها ، بساستها ، ونخبتها ومواطنيها ، منذ أمس الاول ، حيث المؤاشرات الاولية التي أعلنت ان محمد مرسي قاب قوسين او أدني من الرئاسة ، وانه علي بعد خطوات من القصر الجمهورى .
المؤشرات الاولية التي تشير بتقدم الدكتور محمد مرسي ، أعلنتها الحملة الرئاسية فجر الاثنين ، لتؤكد فوز مرسي بالرئاسة ، بعدها يخرج علينا مرسي ذاته برفقة محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل ، وعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ، الي جانب سعد الحسيني القيادى الإخواني في مدينة المحلة ، ليعلن أنه هو الرئيس وانه سيحترم الشعب الذى أختاره او الذى لم يختاره .
بعد ذلك ، يطل علينا المتحدث الرسمي للفريق أحمد شفيق ، المهندس أحمد سرحان ان ما يقوله مرسي هراء لا داعي له ، وأن شفيق هو الرئيس وأن ما اعلنته حملة مرسي درب من الخيال .
بعدها بساعات ، نجد ان ميدان التحرير ممتلىء ب أنصار محمد مرسي يحتفلون ويكبرون ويهللون بفوز مرشحهم ، وأنه هو الرئيس الفائز .
يدل كل ما سبق أن حالة من التخبط تسود الشارع المصرى بسبب مايقوم به رجال الحملتين ، يبدو أننا أمام حرب إعلامية نفسية ، وضربات إستباقية من جانب جميع الإطراف ، بما فيهم المجلس العسكرى نفسه الذى أعلن إعلان دستور يقيد الرئيس القادم بصلاحيات محدودة .
حالة الحرب الإعلامية ، جعلت من المواطن المصرى مشلول عن التفكير سواء أنصار مرسي أو شفيق ، او حتي الذى يتابع بدون أن يشارك في عملية التصويت في جولة الإعادة .
من ناحيته هاجم المحامي خالد أبو بكر ، حملة الدكتور مرسي متهما اياها ، أنها قامت بإثارة الرأى العام ، وبلبلة أذهان المصريين ، بإعلانها الأستباقي ان مرسي هو الرئيس ، مشيرا الي أن الأخوان المسلمين أخطأوا عندما أعلنوا النتائج قبل الاوان .
السؤال هنا هل الحملات الرئاسية تتخذ دورا أكبر من حجمها ، أم ان الإعلام له دور اخر ، وفي ذلك يقول الكاتب والروائي علاء الاسواني ، أن الاعلام التابع لمبارك والقنوات الفضائية هي من أثارت البلبلة لدى المشاهدين وأنها لا تصدق أن مرسي هو الرئيس .
حملة شفيق من جهتها خرجت اكثر من مرة ان شفيق هو الرئيس ، وأكدوا انه الرئيس ، وأن كارثة وفضيحة تنتظر جماعة الإخوان في الإنتخابات الرئاسية تتعلق بمطابع الأميرية الي طبعت أوراق الأقتراع .
اذن نحن بين نارين ، هل نصدق مرسي وجماعته ، أم شفيق وزمرته ، كل يخرج ما عنده ويحارب من أجل الفوز ، واللجنة العليا في صمت مطبق ، لم يخرج علينا المستشار فاروق سلطان ، رئيس اللجنة ، ليقطع الشك باليقين ، بل انه فيما يبدو يريد أن يجعل كل شىء رسميا في موعده ..فلسان حال الجميع ..الخميس موعدنا .
معضلة اخرى تواجه مرسي ، في حالة فوزه ، في أى مكان سيحلف اليمين " الدستورية " ، والدستورية هنا تعني وجود دستور ومجلس شعب منتخب والأثنين ذهبوا إدراج الرياح بعد أن فتحت أدراج الدستورية العليا لتبطل مجلس الشعب وبالتالي اللجنة التأسيسية للدستور .
الي أين يتجه مرسي ، هل الي ميدان التحرير يوم الجمعة ليحلف اليمين أمام الشعب الذى اختاره ، أم يذهب الي الدستورية العليا ، ام انه سينتظر الي قانون خاص بحلف اليمين .
الي أين يتجه شفيق ، هل يذهب لحلف اليمين أمام الدستورية العليا ، ام الي التحرير أو المطار لكي يسافر خوفا من بلاغات ضده تتهمه بالفساد كما يتهمه نشطاء ؟
كلها أسئلة مشروعة ، لعملية غير مشروعة حتي الان ، فالمصرين يتوجسون خيفة بالفعل من هذه الايام خاصة بعد ان كشفت مصادر من داخل وزارة الداخلية اليوم ، أن هناك انتشاراً فى كل المحافظات لتحقيق الردع الأمنى لأى محاولة لخرق القانون، كما أن هناك تأميناً لجميع لجان الفرز على مستوى الجمهورية، بجانب حملات أخرى على المحافظات لضبط الخارجين على القانون، وتأمين مقر اللجنة العليا للانتخابات، التى تم تعزيز من التواجد الأمنى بها، وكذلك وزارة الدفاع التى عززت القوات التواجد فى محيطها، وقالت المصادر أنه تم الدفع ب50 دبابة ومدرعة لتأمين مبنى وزارة الدفاع.