أكد حمدين صباحى أن شخصية مصر قائمة على التنوع وهذا التنوع يشكل جزء من ثقافتها ولا يملك تيار أو حزب تغيير صياغة مصر وفق أجندته الأيدلوجية أو العقائدية فى لحظة أو سنة أو جيل وأن مشكلة مصر ليست فى الهوية .. مشكلة مصر هى فين وليست هى مين جاء ذلك فى حواره أمس مع الاعلامية راندا أبو العزم على قناة العربية معبرا عن رؤيته للنتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب وصعود التيار الاسلامى
قال صباحى أن التيار السلفى تيار جديد على الساحة السياسية وتسرى عليه قاعدة الصلابة فى غير موضعها ، تلك الصلابة إما تنكسر أو تلين .. ويلين بمعنى احترام تنوع مصر فليس له الحق – كما ظهر من تصريحات بعض قياداته- أن يسعى لإقامة دولة بدون القاعدة الذهبية فى الاسلام وهى العدل والمساواة
مؤكدا كل المصريين مسلمين وأقباط حريصون على أن تكون مبادئ الشريعة الاسلامية هى أساس الدستور ، مبادئها وليس أحكامها فالأحكام تتنوع وفقا لظروف المكان والزمان وبإجماع الفقهاء
وردا عن صعود التيار الاسلامى على حساب الثوار فى البرلمان ، قال صباحى أن المصريون خاضوا انتخابات البرلمان واختاروا الاختيار الأوفق لهم وهو حاصل جمع العمل الاجتماعى والعمل الخيرى والعمل الدعوى والعمل السياسى بالمعنى المباشر أما الثوار فعلى قدر اخلاصهم وقدرتهم على الصدام مع رأس السلطة إلا أنهم لم يرتبطوا بعمل يومى مع الجماهير فى الشارع سواء عن طريق عمل خدمى أو نقابى أو اجتماعى أو خيرى
ومع ذلك فإن مصر بلد تستفيد من مكوناتها وتتكامل بها ، فالقادرون على أن يكونوا فى الميدان منذ سنوات التحضير لثورة يناير وهى سنوات طويلة كانوا قلة ، ومع ذلك فى لحظة من التراكم نزل الشعب المصرى الى الميدان وحسم المعركة لصالحه
وعن الدستور ، قال حمدين صباحى أن اللجنة التأسيسية التى سيختارها البرلمان هى التى سوف تضع الدستور وليس البرلمان ، أما البرلمان فمهمته عمل التشريعات التى تمكننا من النهضة
مؤكدا أنه أنه لن يفرض أحد على مصر دستور يتناقض مع شخصيتها ولا تنوعها ولا ضد دولة وطنية ديمقراطية مدنية أو يكسر مبدأ المساواة ويجرم التمييز ، وتلك المبادئ إذا تصلب أحد ضدها سينكسر وهذا من تجليات ثورة 25 يناير
أما فى انتخابات الرئاسة فيرى صباحى أن من سيصنع الرئيس القادم هو الجمهور العادى وليس الأحزاب بما فيهم الأحزاب الحاصلة على أغلبية فى البرلمان ، ربما يكون لهم تأثير ولكنه لن يكون الحاسم ، الرئيس القادم ليس من يعقد الاتفاقيات ولا التربيطات بل هو من سيصدقه الجمهور
وعن سباق الرئاسة قال صباحى أن السباق لن يكون على أشهرالمرشحين ولكن على أجدر المرشحين وأن المرشح الذى سيظهر الآن ستلاحقه تهمة أنه مرشح مصنوع أو مدفوع
محذرا من أن المصريون لديهم من الذكاء مايميز بين المرشح الذى يملك رؤية ومشروع والمرشح الذى ستصنعه ألغاب مطابخ السياسة ، وأن ماتحتاجه مصر الآن رئيس برئ من شغل التربيطات الخلفية للدول الاقليمية أو القوى المحلية أو القوى العالمية فالشعب يبحث عن رئيس مصرى على قدر ثورة 25 يناير وقيمة المصريين
وعن تمويل حملته الانتخابية أجاب صباحى مطالبا بتقنين فتح حسابات فى البنوك لحملات انتخابات الرئاسة فى أسرع وقت بحيث تخضع لإشراف الجهاز المركزى للمحاسبات
لرغبته فى أن يتم تمويل حملته من جنيهات قليلة من المصريين البسطاء وعرض صباحى رؤيته للنظام الرئاسى الذى ستخضع له مصر فى الفترة القادمة بأنه يقر نظام رئاسى برلمانى لا يقسم السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يعطى دور واضح للبرلمان والسلطات التنفيذية لرئيس الجمهورية مع تحديدها وتجعل الرئيس قابل للمحاسبة أمام البرلمان والرأى العام والقضاء
أما مشروعه الانتخابى فقال صباحى "أقدم أصلح فكر يمكن أن يؤمن لمصر نهضة كبرى تنحاز للفقراء فأى مشروع لايضع فقراء المصريين نصب أعينه لن ينجز أو ينجح ، الفكر الذى أتبناه يؤمن بتخطيط للموارد البشرية فى مصر ، مشروعى يدعم الرأسمالية الوطنية ويتصدى بحزم للحرامية"
وعن موقفه من اتفاقية السلام قال حمدين صباحى " أعلم جيدا من التاريخ أن اسرائيل بتكوينها العنصرى الاستيطانى التوسعى والمستولية على المقدسات الاسلامية والمسيحية وماترتكبه من جرائم حرب مع الفلسطينيين يوميا لايمكن أن تؤمن بالسلام العادل"
مؤكدا كما يقول دوما أن معركته الرئيسية الملحة هى ضد الفقر والتخلف ، وعندما تبنى مصر نهضتها وتسترد مكانتها وقتها سيمكننا الحديث عن اتفاقيات السلام مع اسرائيل وفى أيدينا قوة نستند اليها
وردا على سؤال عن وضع المؤسسة العسكرية فى الدستور القادم ، قال صباحى:
رأيى قاطع فى وضع المؤسسة العسكرية فى الدستور فاحترامنا لها لا يعطيها أدوار دستورية جديدة الدور الوحيد للجيش المصرى حسب عقيدته القتالية هو أن يحمى حدود مصر وأمنها وسيادتها ولا يتدخل فى الشأن الداخلى على أى نحو