عمان (رويترز) - قال وزير الخارجية الاردني ان مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين لم يحققوا انفراجة في أول مناقشات على مستوى عال بين الجانبين في أكثر من عام لكنهم اتفقوا على عقد مزيد من المحادثات. واستهدف الاجتماع الذي عقد يوم الثلاثاء الاتفاق على البنود التي بمقتضاها يمكن لزعيمي الجانبين -الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو- ان يستأنفا المفاوضات.
وكانت المفاوضات قد انهارت في اواخر 2010 بعد ان رفضت اسرائيل تجديد تجميد جزئي للاستيطان اليهودي في الضفة الغربيةالمحتلة طالب به الفلسطينيون.
ولم يعلن وزير الخارجية الاردني ناصر جودة -الذي استضاف المحادثات- عن أي تقدم كبير لكنه قال "الشيء المهم هو ان الجانبين اجتمعا وجها لوجه."
"اتفقنا على استمرار الحديث وان يكون مكان الاجتماعات المستقبلية هنا في الاردن."
واضاف قائلا ".. الجهد الاردني يهدف الى الوصول الى مرحلة او اجواء تفضي الى بدء حديث جاد يؤدي الى مفاوضات جادة تفضي الى الحل النهائي المنشود وتعالج كافة القضايا."
ويقول الفلسطينيون انهم لا يمكنهم اجراء محادثات بينما اسرائيل تعزز قبضتها على الارض التي استولت عليها في حرب 1967 والتي يعتزمون انشاء دولتهم المستقلة عليها. وتقول اسرائيل انه يجب ألا تكون هناك أي شروط مسبقة لاستئناف عملية السلام.
وقبل المحادثات التي عقدت يوم الثلاثاء قال عباس ان الفلسطينيين قد يتخذون خطوات منفردة اذا لم توافق اسرائيل على وقف الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة وتعترف بحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
واضاف انه اذا وافقت اسرائيل على وقف البناء في المستوطنات واعترفت برؤية وحدود حل الدولتين فسيوافق الفلسطينيون على الفور على التفاوض.
وأبلغ الرئيس الفلسطيني مجموعة من القضاة في رام الله أنه اذا لم يوافق الاسرائيليون فثمة اجراءات يمكن للفلسطينيين اتخاذها لكنه لن يعلنها الان لانها لم تقر بعد بشكل نهائي. وأضاف ان الجانب الفلسطيني سيتخذ اجراءات يمكن ان تكون صعبة.
وقالت اسرائيل في نوفمبر تشرين الثاني انها ستسرع انشطة البناء الاستيطاني وذلك في اليوم التالي لفوز الفلسطينيين باعتراف بهم كدولة في منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وقال جودة ان الجانبين امامهما مهلة حتى 26 يناير كانون الثاني لتحقيق تقدم وان "اجتماع اليوم ستعقبه سلسلة من الاجتماعات سيتم الكشف والاعلان عنها في حينها."
وتنتهي في ذلك التاريخ مهلة الثلاثة اشهر التي حددتها اللجنة الرباعية لوسطاء السلام الدوليين في 26 اكتوبر تشرين الاول لكي يقدم الجانبان اقتراحات بشأن قضايا الارض والامن بهدف التوصل الى اتفاق سلام بحلول نهاية هذا العام.
واضطلعت الرباعية التي انشئت قبل عشر سنوات بدور رئيسي في الاشهر الاخيرة في محاولات للتوسط في محادثات جديدة وجاء تدخلها بعد ان فشلت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما في احياء الجهود الدبلوماسية.
وشارك في محادثات عمان المفاوض الفلسطيني صائب عريقات والمفاوض الاسرائيلي اسحق مولكو وممثلون للجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة وروسيا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان واشنطن يحدوها الامل بأن اجتماع عمان "يمكن ان يساعد في دفعنا للسير قدما على المسار الذي اقترحته الرباعية."
ويشعر الاردن -الذي وقع معاهدة سلام مع اسرائيل في عام 1994 ويؤيد عباس بشدة- بالقلق بخصوص امكان أن يؤدي عدم التصدي للقضايا الرئيسية في قلب الصراع الى تجدد دورة العنف مما يعرض امنه للخطر.
وغالبية سكان الاردن فلسطينيون ينتسبون للفلسطينيين الذين نزحوا أو طردوا اثناء الحروب العربية الاسرائيلية المتعاقبة منذ قيام اسرائيل في 1948.