مع كل حادثة أو بمعنى أدق مع كل جريمة تُرتكب في حق الثورة وشبابها تنهال علينا تصريحات المسئولين عن حكم البلاد لتخترق آذاننا كما اخترق الرصاص الجبان أجساد الثوار ، وكما انطلقت رصاصات الغدر في صدور كل من شيخ بالأزهر الشريف ، وطالب بكلية الطب ، وغيرهم من أطهر وأشرف شباب مصر ، والذي ينظر إليهم أولئك المسئولين على أنهم بلطجية. ويبدو أن أصحاب الكراسي لديهم من التصميم على الاستخفاف بعقولنا ، كأن الشعب المصري من وجهة نظرهم مجموعة من البلهاء والحمقى.
فما أن تُرتكب جريمة أو مذبحة في حق الثوار إلا واستطاع الطفل الصغير أن يتوقع البيان الذي سوف يخرج علينا من المجلس العسكري أو حكومته التي لا تمثل في وجهة نظرنا سوى جهاز سكرتارية معاون يظهر علينا ليقول ما يُملى عليه من أن قوات الأمن أو الشرطة العسكرية لم تطلق رصاصة واحدة على أي شخص ، و لم تستخدم العنف مع المعتصمين أو المتظاهرين وأن من يفعل ذلك هم " الطرف الثالث" وأصحاب الأجندات والتمويلات الخارجية .
فإذا كان هذا " اللهو الخفي" أو الطرف الثالث الذي سئمنا من سماع اسمه هو من يرتكب كل جريمة وهو من يقود الثورة المضادة ولا يريد استقرار وأمن مصر ، فلماذا لم يتم الإعلان عنه برغم ما تمتلك الدولة من أجهزة مخابرات سواء مخابرات عامة أو عسكرية ، وجهاز الأمن الوطني الذي لم يتغير منه سوى اسمه القديم ، والشرطة العسكرية ، ووزارة الداخلية بكافة أجهزتها.
وإذا افترضنا أننا مجموعة من الحمقى لا تمتلك أي قدرة على التفكير كما ينظر إلينا القائمين على حكم البلاد من خلال تصريحاتهم ، فلنا أن نسأل إذا عما إذا كان هذا "الطرف الثالث" هو من قام بالاعتداء على أهالي الشهداء أمام مسرح البالون ، وهو من قام بمذبحة محمد محمود ، وهو مؤخرا من قام بقتل 9 على الأقل من الشهداء وتسبب في إصابة المئات في أحداث شاع مجلس الوزراء؟!!
ولنا أيضا أن نسأل عما إذا كان هذا "الطرف الثالث" هو من ارتكب جريمة بشعة يندى لها الجبين حينما تجرد من كل معاني النخوة والشهامة وقام بهتك عرض مصر حينما هتك عرض بناتها وجردهن من ملابسهن في الشوارع على مرأى ومسمع من العالم كله ، في صورة تهتز لها مشاعر كل من يملك ذرة رجولة .
أخيرا من حق الشعب المصري أن يعلم ذلك "الطرف الثالث" المسئول عن ضرب وسحل وقتل وإصابة شباب مصر ، وهتك عرض بناتها في الشوارع ، وإصابة مصر بالعمى حينما حرم شبابها من نور أبصارهم ، وتقديمهم لمحاكمة عاجلة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم ، أم أننا من المفترض منا أن نصم آذاننا ونغمض عيوننا عن تلك الجرائم حتى لا نُتهم بالعمالة وتلقي الأموال من الخارج قبل أن نمثل أمام المحاكم العسكرية؟!