بعدما إنتهينا من موجة التحريم والتكفير وتسويد عيشتنا بسبب الإحتفال بعيد شم النسيم، صحونا جميعا منذ أيام معدودة على فتوى عبقرية بالملوخية من شخص يدعى ياسر برهامى _ دائما يعرف نفسه بأنه داعية سلفى دون أدنى دليل على ذلك _ أفتى فيها بجواز أن يترك الزوج زوجته للمغتصبين حفاظا على نفسه، وتلتها فتوى أخرى قال فيما معناها أنه لا يحق للزوج إتخاذ إجراء ضد زوجته الخائنة إلا إذا راها فى علاقة جنسية كاملة مع عشيقها. ثم جاءت فتوى أخرى نسبت لشيخ يدعى محمد عبد اللطيف جاء فيها وجوب بقر بطن المسيحية المتزوجة من مسلم لو ماتت وهى حامل حتى يتم دفن الجنين فى مقابر المسلمين، وبغض النظر عن وابل السب والقذف الذى تعرض له الإثنان، وبغض النظر عن كونها فتاوى لا تتفق أبدا مع العقل والمنطق والأديان السماوية قبلهما ، إلا إن السؤال الذى يفرض نفسه هو أين الازهر من كل هذا العبث ؟؟ ،لماذا لم يخرج الدكتور أحمد الطيب ببيان شجب وإدانة ورفض لهذه الفتاوى الشاذة _ وهذا أضعف الإيمان _ ؟ اين موقف الدولة من لسان مشايخ الفتنة الذي يعبث بالثوابت ويضرب فى طول البلاد وعرضها محللا الحرام ومحرما للحلال، وكيف يجد هؤلاء المضللين منبر إعلامى يبثوا من خلاله هذه السموم ويحاولوا إشعال أجوائنا التى لا تحتمل أى زيادة فى الإشتعال ؟؟ .. فكرت كثيرا فى هدف هؤلاء المسمين عبثا ( مشايخ ) من هذه الفتاوى الشاذة المثيرة للجدل ، فوجدت أن الهدف قد يكون مبلغ مالى مقابل الظهور فى الفضائيات للت والعجن والهرى فى الموضوع المطروح وخدمة داء الثرثرة الذى يعتبر أفة حقيقية لمجتمعنا، وقد يكون الهدف مغازلة الفكر الوهابى المتطرف لتلتقى المصالح المشتركة، وربما يكون الهدف هوة إستمرار حالة البلبة والتوتر الذى يعيشها أهل البلد، وأيضا السكوت على مطلقى مثل هذه الفتاوى قد يفسره البعض أنها تصدر بمباركة حكومية لإلهاء الناس عن زيادات فى أسعار بعض السلع الخدمية من غاز وكهرباء وبنزين، وتمرير الخصومة غير المقبولة وتفاصيلها الغير مشروعة الدائرة، بين أنصار المرشح عبد الفتاح السيسى وأنصار المرشح حمدين صباحى.. على أى حال وأيا كان الهدف انا متفائلة بردود أفعال الناس وموقفهم من هذه الفتاوى التى لم ينزل الله بها من سلطان ، فحجم الهجوم _ والشتيمة _ التى وجهت لياسر برهامى ومن على شاكلته من عينات تمثل كل قطاعات أهل مصر جعلتى أقول فى نفسى ( الناس لديها وعى كافى لصد محاولات اللعب بعقولهم ) وإذا كان الأزهر مكتفى بدور المتفرج ، وإذا كانت الحكومة تريد ذلك لإلهائهم عن قراراتها الممرضة ، فهم بنفسهم قادين على الرد ومن يريد التحقق من كلامى فليذهب إلى صفحة ياسر برهامى على موقع التواصل الإجتماعى ليرى بنفسه الرد على فتواه. ملحوظة : ممنوع زيارة الصفحة لأقل من تمنتاشر سنة ..