تلقيت عدة مكالمات من بعض الأخوة السلفيين، أبدوا فيها أسفهم لما أكتبه عنهم، ويرون أنني أتعمد تشويه صورة الجماعة، كما أنني أحاول تشويه صورة شيخهم ياسر برهامى، وأنني أقوم بتأويل فتاويه وتحميلها بما ليس بها، وأن هدفي من هذه الحملة ضرب حزب النور في الانتخابات، وبالطبع حاولت أن أوضح لهم عدم حقيقة ما يرونه، وأؤكد لهم أنني لم أفكر أبدا في تشويه صورة السلفيين ولا الحزب التابع لهم، وكل الحكاية أن فتاوى الشيخ لفتت انتباهي لغرابتها، كما استوقفني من قبل بعض الآراء التي نشرت لبعض كتاب أو مشايخ السلف، وقاموا فيها بتكفير الليبرالية والديمقراطية والعلمانية، وطلبت منهم أن يحاولوا إقناع الشيخ برهامى بالامتناع عن الإفتاء، وأن يترك الفتوى لدار الإفتاء، أو أن يعيد النظر فى بعض الفتاوى التى أشرت إليها، وبالطبع طلبي هذا لم يعجبهم، فقلت لهم نحتكم إلى دار الإفتاء، نعرض عليها بعض الفتاوى وهى تقرر إن كنت قمت بتأويلها وتجنيت على الشيخ أم أنها شاذة في أحكامها، وللأسف هذا المطلب قابلوه هو الآخر بالرفض، لهذا استخرت الله وقررت أن أعرض بعض الفتاوى على دار الإفتاء وتقرر هي، إن أكدت أنني تجنيت على الشيخ سوف أعلن اعتذاري له وللسلفيين هنا. من هذه الفتاوى السماح لأحد الشباب تقديم رشوة للحصول على وظيفة، سأله الشاب بالتالي: السؤال: لقد عرضت فرصة للتوظيف بإحدي الشركات الكبرى عن طريق دفع مبلغ مالي لأحدهم علما بأن هذه الشركات تحتاج إلى عاملين ولكنها لا تقيم أي مسابقات أو إعلانات للتعيين فهل يجوز في هذه الحالة دفع هذا المبلغ لهذا الوسيط علما بأني حاولت أن أعمل في هذه الشركات بالطرق العادية ولكن محاولاتي فشلت؟ أرجو الرد على استفساري سريعا حيث إن أهلي يعارضونني في موضوع الاستفتاء هذا ويقولون لي إننا لا نفعل شيئاً محرماًَ. أفتى الشيخ بالتالي: فإذا كان العمل يحتاج إلى مثلك، ومؤهلك يتناسب مع الوظيفة، ولا تعلم أحدًا أفضل منك متقدمًا في نفس الوقت، فالأرجح عندي جواز ذلك لك مع حرمته للآخر المرتشي؛ لأن الواجب عليه النصح للشركة، أما إذا كان سمسارًا لا يعمل في الشركة ومجرد عمله التوصيل دون دفع الرشاوى فيجوز له أيضًا». انتبهوا لقول الشيخ: «فالأرجح عندي جواز ذلك لك مع حرمته للآخر المرتشي»، هذه الجملة واضحة، سمح فيها الشيخ للشاب بتقديم رشوة، حلال للمقدم وحرام على المتلقي. في الفتوى التالية الشيخ برهامى لا يؤمن بالمواطنة، ولا يعترف بالإخوة في الوطن، وفى رأيه الإخوة والمحبة والإنسانية فقط بين المسلمين، أما علاقة المصري المسلم بالمصري المسيحي فهي مشروطة بالنصح وتذكيره الدائم بأنه كافر، وأن يطالبه كلما تحدث معه بالدخول في الإسلام. السؤال: أخ يتكلم مع النصارى على شبكة الإنترنت بقوله: «الإخوة المسيحيين»، ولما نصحته أنه لا توجد أخوة بيننا قال لي: «إنه توجد أخوة في الدين والوطن والنسب»، واستدل بقوله تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا هود50)، (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا هود61). الجواب: فلابد من الانتباه إلى أن هذه الأخوة في الوطن والنسب والإنسانية لا تقتضي مودة ولا موالاة، فإذا كان يخاطبهم بذلك مع كونِه يخبرهم بكفرهم، ويدعوهم إلى التوحيد والإيمان، وتَبَرَّأ من شركهم فلا بأس، أما أن يكلمهم بالأخوة ساكتًا عما وجب عليه من الدعوة والبيان ليفهموا من ذلك المحبة والمودة فهو مبطل». أظن أن فتوى مثل هذه سوف تشعل الحرب بين المصرين، وأظن كذلك أنها تحض على الكراهية، ولا تؤسس لوطن يعيش فيه مواطنوه بسلام. هذه بعض فتاوى الشيخ برهامى نعرضها على دار الإفتاء، ونأمل من شيوخ الدار الرجوع إلى موقع صوت السلف وقراءة باقي فتاوى الشيخ، والتوضيح لنا: هل هى فتاوى؟، وهل تتوافق وما جاء في القرآن والسنة؟، وإذا لم تكن تتوافق فلماذا نتركها تضلل عقول المواطنين وتشجعهم على الكراهية والفتنة؟. Alaaalaa321@hotmail