كشفت مصادر فلسطينية أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري يبلور حاليا صفقة سياسية أمنية جديدة لجسر الهوة السحيقة التي تفصل بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي فيما يتعلق بموضوعي تمديد المفاوضات واطلاق سراح الاسرى في مسعى وصف بجهود اللحظة الأخيرة لانقاذ عملية السلام من الانهيار. وذكرت وكالة "معا" الفلسطينية المحلية أن كيري بحث مع الجانب الاسرائيلي والفلسطيني الليلة الماضية السبل الكفيلة لتمديد المفاوضات حتى نهاية عام 2014، واستمر لقاؤه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اكثر من خمس ساعات ، واستمر مع الوفد الفلسطيني المكون من صائب عريقات واللواء ماجد فرج مدير المخابرات نحو 3 ساعات حتى فجر اليوم. ونقلت عن هذه المصادر التي وصفتها بال"الكبيرة المطلعة" أن كيري عرض على نتانياهو وعريقات ملامح صفقة جديدة، تتضمن أن تدرس القيادة الفلسطينية أمر تمديد المفاوضات حتى نهاية العام، وأن تدرس اسرائيل توسيع ما اصطلح عليه بالدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو والاستعاضة عنها بدفعة كبيرة تشمل مئات الاسرى "أقل من الف أسير" وتشمل اسماء فلسطينية قيادية وتاريخية. كما تتضمن الصفقة أن توافق اسرائيل على تجميد هادئ للاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية "وليس في القدس" حتى نهاية عام 2014 ، وأن تدرس واشنطن الافراج عن الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد المحتجز لديها منذ عام 1986 ، الى جانب وعود مالية وتسهيلات ادارية للسلطة الفلسطينية مثل لم الشمل ووقف الاستفزازات والاعتقالات . وأشارت "معا" الى أن كيري الذي غادر إسرائيل صباح اليوم الى بروكسل في طريقه لواشنطن دون ان يلتقي الرئيس محمود عباس طلب من الجانبين منحه مهلة العودة الى واشنطن والتشاور مع الرئيس باراك أوباما قبل الرد عليهما في اسرع وقت ممكن . واستأنف الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي المفاوضات في يوليو الماضي برعاية أمريكية، على أمل التوصل إلى اتفاق سلام خلال 9 أشهر تنتهي يوم 29 أبريل الجاري.غير أن لم يحدث أي تقدم في ظل تباعد المواقف والعقبات التي تضعها الحكومة الاسرائيلية التي تريد تمديد المفاوضات لمدة عام، فى حين تهدد السلطة الفلسطينية باللجوء لمؤسسات الأممالمتحدة.