أكد سكان حمص أن كل أربع أو خمس عائلات في حي بابا عمرو بحمص يتكدسون في منزل واحد حيث يعتمدون على مياه الأمطار التي يجمعونها في الصراع من أجل البقاء بعد أسبوعين من القصف المدمر من قبل القوات السورية ويشاهدون الجرحى من الأصدقاء والأقارب يموتون بسبب نقص الأدوية. ويقول البعض إن الموت جوعًا خطر حقيقي ويتهمون العالم بالتخلى عنهم أمام قصف الجيش الذي يقولون انه أسفر عن مقتل العشرات وإصابة 2000 آخرين بجراح في معقل المعارضة المسلحة خلال انتفاضة مستمرة منذ 11 شهرًا ضد الرئيس بشار الأسد. ومع انعدام فرص الفرار هجرت الكثير من الأسر منازلها في الضواحي وتقهقرت بشكل أكبر إلى قلب الحي المدمر بمدينة حمص في غرب الوسط السوري حيث يتجمع عشرات الأشخاص في منازل وشقق سكنية صغيرة. ويواجه من ينجون من القصف نقص الغذاء والمياه الذي يقولون إنه يتفاقم بشكل متعمد بسبب إطلاق قناصة الحكومة النار على خزانات المياه. ويشعرون بالخوف من مغادرة المنازل والملاجئ. وقال أحد سكان بابا عمرو يدعى أبو بكر ويلوذ بمنزل يتألف من غرفتين مع 25 شخصًا آخرين "نجمع مياه الإمطار في الجرار والأوعية". واضاف "ننام بالتناوب البعض خلال النهار وآخرون أثناء الليل بسبب عدم وجود مساحة كافية". ومضى قائلاً إن النساء اللائي وضعن حديثًا غير قادرات على إرضاع أطفالهن بعد أن جفت أثداؤهن من الصدمة موضحًا "بعض النساء تطوعن لإرضاع هؤلاء الأطفال لكن إلى متى.. حياتهم في خطر". ويقول نشطاء إن القصف دمر العديد من المنازل في الحي الفقير الذي يقطنه 80 ألف نسمة وتحولت المستشفيات الميدانية القليلة التي أقيمت منذ أشهر إلى أطلال. وأضافوا أن طبيبين على الاقل وممرضتين قتلوا في القصف ولم يبق في بابا عمرو سوى طبيبين أو ثلاثة. وتحولت بعض المنازل إلى مستشفيات مؤقتة لكن نقص الإمدادات الطبية والعاملين يعني أنه ليست هناك مساعدة تذكر يمكن تقديمها للجرحى. وقال ساكن آخر في حي بابا عمرو رفض نشر اسمه "نرقب الجرحى وهم يموتون. كل ما نفعله هو استخدام قطعة من الملابس لتغطية جراحهم ثم مشاهدتهم وهم يموتون". وأضاف "لقد فقدنا الكثير من الناس وكل يوم يموت أصدقاء وأقارب أمام أعيننا.. ليس بإمكاننا فعل أي شيء". وتقول الحكومة إنها تقاتل مسلحين عازمين على الاطاحة بالاسد يتلقون التمويل والأسلحة من الخارج في حين يقول السكان إن حملة القمع تهدف الى سحق المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية ومعارضي الأسد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ل "رويترز" انها تتفاوض مع السلطات السورية ومقاتلي المعارضة على "وقف للقتال" لنقل المساعدات لانقاذ حياة المدنيين الاشد تضررًا من الصراع. وقالت مصادر دبلوماسية ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تسعى للتوصل الى وقف للقتال لمدة ساعتين في المناطق الساخنة بما في ذلك حمص وهى مركز صناعي كبير وثالث أكبر مدينة في سوريا بعد دمشق وحلب. وفي بعض المناطق بحمص أقام مسلحو الجيش السوري الحر حواجز التفتيش في محاولة لمنع دخول الجنود والشبيحة الموالين للأسد. وفي بابا عمرو يعمل العديد من السكان كمزارعين وتجار ومن شأن احتشاد الجنود على ضواحي الحي ان يمنع المزارعين من حصاد محاصيلهم.