قال نشطاء إنه من المتوقع أن تحكم محكمة روسية بالسجن على ثمانية محتجين مناهضين للكرملين اليوم الجمعة في رسالة مفادها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يحتمل أي تحد لحكمه بينما تتصاعد الأزمة في أوكرانيا المجاورة. وزاد التوتر قبل جلسة المحاكمة إذ اقتادت شرطة حراسة المحكمة العديد من المتظاهرين من وسط الحشد الذي تجمع لدعم المتهمين. وصاح المتظاهرون "عار!". وقالت والدة أحد المتهمين انها تخشى أن يزيد العنف في كييف -الذي أودى بحياة 75 شخصا على الاقل في اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في 48 ساعة- من احتمال ان تصدر المحكمة حكما مشددا لتظهر السلطات الروسية كيف تتعامل مع الاضطرابات. ويقول بوتين انه لا يستخدم المحاكم كأداة سياسية. واتهم الثمانية بالاعتداء على الشرطة خلال اشتباكات في مسيرة مناهضة لبوتين في 6 مايو 2012 قبل يوم واحد من اداء اليمين في الكرملين لولاية ثالثة بعد أكبر احتجاجات معارضة لحكمه. وشددت الإجراءات الأمنية بعد اقتياد المتهمين إلى قاعة المحكمة وقام عشرات الضباط بابعاد المحتجين وانتظر كثيرون في سيارات. واندفعت الشرطة وسط الجماهير الغاضبة واعتقلت ما لا يقل عن 12 شخصا. وكانت اثنتان من فرقة بوسي رايوت الموسيقية المعارضة ضمن الحشد كما كان هناك اليكسي نافالني وهو زعيم معارض حكم عليه بالسجن خمس سنوات مع إيقاف التنفيذ بعد محاكمة العام الماضي قال انها انتقام من جانب الكرملين. وتجمع عشرات الأشخاص لدعم المتهمين وهم يهتفون "اطلقوا سراحهم". وارتدى البعض شرائط بيضاء ترمز لموجة احتجاجات المعارضة التي اندلعت في ديسمبر 2011 وشارات كتب عليها "المجد لابطال 6 مايو". واتهم خصوم الكرملين الشرطة بالتسبب في العنف خلال مسيرة عام 2012 في ساحة بولوتنايا بموسكو وقالوا ان ذلك جاء في اطار حملة السلطات على المعارضة التي شملت قوانين صارمة وسجن معارضين مثل أعضاء بوسي رايوت. وغير بوتين المسار قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي ورتب للافراج عن مغنيتين من بوسي رايوت وقطب النفط السابق ميخائيل خودوركوفسكي الذي كان ينظر إليه على نطاق واسع كسجين سياسي بعدما قضى أكثر من 10 سنوات في السجن. لكن منتقدي الكرملين وحتى أقارب المتهمين لا يتوقعون الافراج عن المتهمين في "قضية بولوتنايا" اليوم الجمعة. وقال خودوركوفسكي الذي غادر روسيا في نفس يوم الافراج عنه في ديسمبر في بيان يوم الخميس "لا أحد يشك تقريبا في أن الحكم سيكون انتقاميا وقاسيا." وقال إن "المحاكمة استعراضية". وقالت ستيلا انطون بعدما جرت الشرطة ابنها البالغ من العمر 21 عاما وهو ينزف "هذه المحاكمة للانتقام ومحاولة لترويع الناس." وأضافت "يبدو لي أنه بسبب الأحداث في أوكرانيا لا يمكننا أن نتوقع أي شيء جيد."