قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أمس، الخميس، إن المحادثات النووية مع القوى العالمية كشفت عن "عداء" الولاياتالمتحدةلإيران. وكان خامنئي يتحدث قبل ساعات من استئناف محادثات بين ايران والاتحاد الأوروبي في جنيف. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خامنئي قوله أمام جمع: "كنا قد أعلنا من قبل أنه في بعض القضايا سنتفاوض مع الشيطان (الولاياتالمتحدة) اتقاء لشره إذا رأينا في ذلك تغليبا للمصلحة". وأضاف: "كشفت المحادثات النووية عن عداء أمريكالإيران والإيرانيين وللإسلام والمسلمين". وقالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن المحادثات بين إيران والاتحاد بدأت في جنيف يوم الخميس لبحث التفاصيل العملية لتنفيذ الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في جنيف في نوفمبر. وقال رئيس وفد التفاوض الإيراني عباس عراقجي للتليفزيون الإيراني الرسمي في جنيف: "آمل أن نتمكن خلال المحادثات التي تستمر يومين من حل المشاكل الفنية المتبقية التي تقوم على تفسيرنا المختلف لنص اتفاق نوفمبر". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي في إفادة في واشنطن إن وكيلة وزارة الخارجية للشئون السياسية ويندي شيرمان شاركت في الاجتماع بين إيران والاتحاد الأوروبي وعقدت اجتماعات ثنائية مع مسئولين إيرانيين. ويهدف اتفاق جنيف إلى وقف تقدم إيران نوويا لمدة ستة أشهر لكسب الوقت من أجل التوصل إلى تسوية نهائية، واتسع نطاق الجهود الدبلوماسية بعد انتخاب الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني في يونيو، وكان قد وعد بالعمل على تخفيف العزلة المفروضة على إيران وتخفيف العقوبات. وكان خامنئي أيد من قبل الاتفاق مع القوى العالمية رغم الانتقادات الشديدة التي وجهتها شخصيات سياسية ودينية متشددة ترى أن به مساسا بسيادة إيران. ويقضي اتفاق جنيف بأن تحد إيران من أنشطتها النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات الدولية التي أرهقت الاقتصاد الإيراني. وتقول إيران إن أنشطتها النووية سلمية تماما، لكن الغرب يشتبه في أنها تسعى لاكتساب القدرة على صنع قنبلة نووية. وقال الكرملين، في بيان، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع روحاني يوم الخميس لبحث الأزمة النووية بين طهران والغرب وسبل "تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن البرنامج النووي الإيراني". وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنهما بحثا أيضا الصراع في سوريا. وفرضت الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات على إيران لرفضها الإذعان لمطلب مجلس الأمن الدولي وقف جميع الأنشطة التي تتعلق بتخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم في مواقعها النووية. وقال خامنئي إن العقوبات الدولية لم تجبر إيران على إجراء المفاوضات مع القوى العالمية، مضيفا: "أعداؤنا لا يعرفون الأمة الإيرانية العظيمة. هم يظنون أن العقوبات التي فرضوها على إيران أجبرتها على الدخول في مفاوضات. لا .. هذا خطأ". لكن العقوبات أحدثت تأثيرا واضحا، فقد انخفضت إيرادات الصادرات النفطية وتعطلت مجالات التجارة الأخرى، وعقد خبراء نوويون من إيران والقوى الست الكبرى عدة جولات من المحادثات منذ 24 من نوفمبر لحل المسائل الفنية حتى يتسنى تنفيذ الاتفاق المؤقت. ويتعين على الخبراء الاتفاق على موعد بدء تنفيذ الاتفاق، ويقول دبلوماسيون غربيون ومسئولون إيرانيون إن القوى الست وإيران تريد بدء التنفيذ يوم 20 من يناير. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الأربعاء: "أولا ينبغي تنفيذ الاتفاق المؤقت. أعتقد أنه سينفذ بحلول نهاية يناير أو فلنقل إني أرجو ذلك. هذه هى الفترة المؤقتة". وقال دبلوماسيون ل"رويترز" يوم الأربعاء إن المحادثات المتعلقة بتنفيذ اتفاق نوفمبر واجهت مشاكل بشأن أبحاث الطرد المركزي المتقدمة فيما يبرز التحديات الهائلة التي تواجه إيران والقوى الست في التفاوض على الشروط الدقيقة للاتفاق. وتقول إيران إن أبحاث الطرد المركزي ضرورية، وتنقي أجهزة الطرد المركزي اليورانيوم للاستخدام كوقود في محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية وإذا نقي لدرجة أعلى يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية. وإذا نجحت المحادثات، فمن المزمع بدء مفاوضات بشأن اتفاق طويل الأجل لحل النزاع بشأن طموحات طهران النووية. وقال فابيوس: "أكبر مشكلة ستكون المرحلة المقبلة لأن السؤال الذي لم يتم التصدي للإجابة عنه هو: هل شركاؤنا الإيرانيون يريدون فحسب تعليق الإنتاج الذي يمكن أن يقودهم إلى امتلاك سلاح نووي أم أنهم يقبلون التخلي عنه تماما؟"، مضيفا: "من الواضح أن الخيار الثاني هو المقبول لأن الخيار الأول لن يقبله أحد من مجموعة الخمسة زائد واحد".