قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الأحد، إن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يحرزان قدرًا من التقدم في محادثات السلام، لكن احتمال عدم التوصل لاتفاق لا يزال قائماً. وأضاف كيري، قبيل توجهه إلى الأردن والسعودية لاطلاع عاهليهما على نتائج جولته العاشرة من المحادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن فكرة الجانبين باتت أوضح بخصوص التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق. وقال كيري للصحفيين بعد محادثات مع نتنياهو وعباس كل على حدة "كان هذان يومين مثمرين. اجرينا محادثات إيجابية للغاية - لكن يتعين علي القول أيضا إنها كانت جادة جداً ومكثفة للغاية". وأضاف كيري، أنه يجرى بحث جميع قضايا الصراع الأساسية مثل الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. وقال: "المسار أصبح أكثر وضوحًا، الأحجية أصبحت أكثر تحديدا، بات أكثر وضوحا للجميع ما هي الخيارات الصعبة المتبقية"، مضيفا أنه ما كان ليتوجه للقاء ملكي الأردن والسعودية لو لم يكن يعتقد جازما أن الجانبين يتعاملان مع القضايا. وقال كيري الذي من المقرر ان يعود الى القدس في وقت لاحق اليوم "لكن لا استطيع ابلاغكم تحديدا بالموعد الذي قد تنتظم فيه القطع الاخيرة من الأحجية في مكانها أو تسقط على الأرض فلا يكتمل حل الأحجية". وحصل كيري فيما يبدو على دعم العاهل السعودي بعد لقائه في مقره الشتوي قرب الرياض، وقال كيري "لم يكن جلالته اليوم مشجعا فحسب بل داعما لجهودنا وآمالنا في أننا نستطيع النجاح في الأيام القادمة". ويحاول كيري وضع ما يسميه مسؤولون أمريكيون "إطارا" استرشاديا لاتفاق السلام النهائي. وكان وزير الخارجية الأمريكي طلب من إسرائيل في السابق أن تعيد النظر في مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 ورفضتها آنذاك. وتتضمن المبادرة التي اقترحها العاهل السعودي الاعتراف الكامل باسرائيل مقابل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 وحل "عادل" للاجئين الفلسطينيين. والتقى كيري قبل ذلك مع العاهل الأردني عبد الله الثاني في عمان حيث أجريا مناقشات لمدة ساعة تناولت محادثات السلام والحرب الأهلية في سوريا والعنف في العراق. واستؤنفت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة في يوليو تموز بعد توقف ثلاث سنوات ويقود كيري مسعى للتوصل لاتفاق خلال تسعة اشهر. لكن الجانبين عبرا عن شكوكهما بشأن جهوده. ويرى الفلسطينيون في المستوطنات الاسرائيلية بالضفة الغربيةالمحتلة عقبة كؤود. ويشكك كثير من الإسرائيليين في مصداقية عباس كشريك للسلام خصوصا مع حكم حركة حماس المعارضة لعملية السلام لقطاع غزة. وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان وهو شريك يميني متطرف في الحكومة الائتلافية يوم الأحد بأن يتضمن اي اتفاق للسلام "مبادلة للسكان والاراضي" مع دولة فلسطينية مستقبلية. ويشير هذا إلى تصور ليبرمان الذي طالما دعا اليه والقائم على احتفاظ اسرائيل بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة مع تعديل حدود اسرائيل بحيث تدخل بعض التجمعات العربية ضمن الدولة الفلسطينية. ويرفض الفلسطينيون وكثير من العرب الذين يمثلون قرابة 20 في المئة من سكان اسرائيل محاولات الحكومة الاسرائيلية تعديل حدود الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 الى جانب القدسالشرقية وقطاع غزة. ومنح ليبرمان الذي سبق ان عبر عن تشاؤمه بشأن فرص التوصل لاتفاق دعما مشروطا لمساعى كيري الدبلوماسية. وقال في لقاء مع سفراء اسرائيليين في القدس "اي اقتراح بديل سنتلقاه من المجتمع الدولي سنكون أقل تقبلا له بكثير." ووصف المسؤول الفلسطيني الكبير ياسر عبد ربه المحادثات الجارية بالجادة لكنه قال لاذاعة صوت فلسطين انه لا يستطيع أن يقول الآن إن المباحثات حققت أي تقدم فعلي أو كبير. ويعتبر الدعم العربي الواسع حاسما كي يتمكن الفلسطينيون من تقديم تنازلات يرجح ان يتبين لهم أنها لازمة لابرام اتفاق مع اسرائيل. وقال كيري انه يعتزم كذلك لقاء مجموعة من وزراء الخارجية العرب في بداية الاسبوع المقبل. ولا يذكر كيري سوى القليل من التفاصيل بشأن جهود الوساطة التي يقوم بها ويقول ان تقدما يتحقق. لكن اسرائيل والفلسطينيين يتوقعون عدم الوفاء بالموعد المستهدف للتوصل الى اتفاق.