أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الجمعة إن إسرائيل والفلسطينيين أرسوا الأساس لاستئناف محادثات السلام بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات، لكنه نبه إلى أن الاتفاق ليس نهائيا ويتطلب المزيد من الجهود الدبلوماسية. ولم يكشف كيري عن تفاصيل تذكر في الوقت الذي يختتم فيه سادس جولاته بالشرق الأوسط هذا العام في إطار جهود الوساطة. وتوقع كيري أن يتوجه مبعوث إسرائيلي وآخر فلسطيني إلى واشنطن قريبا للمشاركة فيما وصفه مسؤول أمريكي بأنه سيكون استئنافا للمفاوضات المباشرة. وقال كيري للصحفيين في العاصمة الأردنية عمان "يسرني أن أعلن أننا توصلنا لاتفاق يضع أساسا لاستئناف المفاوضات المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأضاف "أفضل سبيل لمنح هذه المفاوضات فرصة هو الحفاظ عليها سرية. نعرف أن التحديات تتطلب بعض الخيارات الصعبة جدا في الأيام القادمة. لكنني اليوم متفائل." . من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن اللقاءات والمحادثات المطولة التي جرت بين الرئيس محمود عباس وكيري خلال الأيام الأخيرة، أسفرت عن تحقيق تقدم، الأمر الذي يمكن من الموافقة على المبادئ التي تسمح باستئناف المفاوضات. وأضاف أبو ردينه، أن تفاصيل معينة لا تزال بحاجة إلى إيجاد حل لها، وإذا ما سارت الأمور على ما يرام فإن الوزير كيري سيوجه الدعوة إلى صائب عريقات، وممثل عن الجانب الإسرائيلي للقائه في واشنطن لإجراء محادثات أولية في الأيام القريبة القادمة. وشهدت جهود السلام حالات تعثر وانطلاق على مدى عقدين انتهت بانهيارها في أواخر عام 2010 بسبب الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال الفلسطينيون الذين يحظون بدعم دولي إن حدود دولتهم يجب أن تقام على أساس حدود ما قبل عام 1967 وهو مطلب يصعب تلبيته في ظل إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بالمستوطنات المقامة على مساحات شاسعة في أي اتفاق سلام نهائي. وأبدى مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون ترحيبا حذرا بإعلان كيري. وقالت تسيبي ليفني الوزيرة الإسرائيلية المكلفة بخوض المساعي الدبلوماسية على صفحتها على فيسبوك "أعلم أنه حالما تبدأ المفاوضات ستكون معقدة وليست سهلة." وأضافت "لكنني على اقتناع تام بأن هذا هو الأمر الصواب الذي ينبغي أن نقوم به من أجل مستقبلنا وأمننا واقتصادنا وقيم إسرائيل وقد أبدى الاتحاد الأوروبي ترحيبه بالاتفاق المبدئي على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. من جهتها رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعلان وزير الخارجية الأميركي مساء الجمعة التوصل إلى اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، واعتبرت أن الرئيس الفلسطيني "لا يمثل إلا نفسه". وكان كيري قد أجرى في رام الله التي وصلها مساء الجمعة لقاء مع عباس، هو الثالث في أربعة أيام ضمن مساعيه لإحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ العام 2010. المصدر: أنباء موسكو