أكد أحمد إبراهيم الطاهر، رئيس المجلس الوطني السوداني (البرلمان)، عمق العلاقات التاريخية والأخوية والإستراتيجية بين مصر والسودان، ووصفها بأنها ذات جذور عميقة لا يمكن اقتلاعها، وأنها تتجاوز كل الحدود والأنظمة والأزمنة حيث يربط بين البلدين مصير مشترك لا يمكن الفكاك منه، كما أن هذه العلاقات تزداد قوة بمرور الزمن. وقال الطاهر، في مؤتمر صحفي بعد استقبال الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، له والوفد المرافق، بمكتبه اليوم، الخميس، إن زيارته لمصر تهدف إلى لقاء عدد من كبار المسئولين في مصر لاستمرار التواصل بين الشعبين، إلى جانب تهنئة الشعب المصري على انتخاب مجلس شعب جديد بعد انتخابات برلمانية ناجحة ونزيهة، وتقديم الدعوة لوفد من مجلس الشعب المصري لزيارة الخرطوم في إطار اللجنة البرلمانية والمصرية السودانية المشتركة التي تدعم جهود اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة لتنفيذ العديد من برامج التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وأوضح الطاهر أن الدكتور الجنزوري أكد له حرص مصر على دعم كل جهود التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكذلك التوسع في تنفيذ المشروعات المشتركة في السودان في مجالات الاتصالات والطرق والزراعة والإنتاج الحيواني والصحة والتعليم وغيرها من مشروعات البنية التحتية والخدمية، كما أكد الجنزوري حرص مصر على دفع اتفاقية الحريات الأربع مع السودان. وأكد المسئول السوداني أن التكامل بين مصر والسودان يفضي إلى مزيد من الإستقرار في المنطقة ويعد نموذجا للتعاون والتكامل في العالم العربي، مؤكدا أهمية التعاون مع مصر باعتبارها دولة لها قوتها ووزنها وثقلها السياسي والاقتصادي والثقافي الذي لا يمكن تجاوزه، وقال إن السودان تدعم كل الجهود لإعادة الدور المصري الفاعل في منطقتها العربية والأفريقية. ودعا الطاهر مصر إلى مزيد من الانفتاح على القارة الأفريقية، موضحا أن إسرائيل وضعت أقدامها في أفريقيا كنوع من التطويق للمصالح المصرية، وبالتالي ناشد الحكومة المصرية الإسراع في العودة إلى أفريقيا التي يتسابق العالم على الاستثمار فيها نظرا لإمكانياتها الواسعة حتى تتمكن القارة من الإفلات من محاصرة النظام الغربي لها الذي يستنزف مواردها. وأضاف أن السودان تفتح ذراعيها للمستثمرين المصريين للعمل والتجارة وإقامة المشروعات، مشيرا إلى أن الطرق البرية بين البلدين أوشكت على الاكتمال، وأنه سيتم افتتاح الطريق البري الساحلي الذي يربط بين مصر والسودان بمحاذاة ساحل البحر الأحمر خلال هذا العام. وردا على سؤال حول الموقف من الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، قال الطاهر إن الدكتورة فايزة أبو النجا، وزير التخطيط والتعاون الدولي، التي حضرت المقابلة، ستلتقي نظيرتها السودانية قريبا لبحث هذا الموضوع بالإضافة إلى دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين . وحول ما إذا كان فوز التيار الإسلامي بالأغلبية في مجلس الشعب سيؤثر على التنسيق البرلماني بين البلدين، قال الطاهر إن البرلمان السوداني منفتح على كل القوى والتيارات والأحزاب السياسية في مصر.