أكد الدكتور صلاح مندور، الخبير السياسي ومدير مشروع الشراكة المحلية لتطوير التعليم الفني بمحافظة أسوان، أن وقت العصيان المدني غير مقبول بالمرة لأن هناك مجلس شعب يعبر عن إرادة الشعب، لافتاً إلى أن العصيان لن ينجح مادام الإخوان المسلمين والقوى الدينية لم تشارك فيه، لأنهم الأغلبية في المجتمع، وهؤلاء الذين يدعون إلي العصيان هم أقلية هدفهم إحداث فوضى وبلبلة لأنهم فقدوا كل شيء بعد حصول الإسلاميين على أغلبية برلمانية. وأكد أنه لا تخوف من وصول التيارات الدينية لأننا بعد نجاح ثورة 25 يناير المجيدة وتحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية التي كنا نحلم بها، وتحققت بأيدي شعب مصر، فإنه بذلك سيمكن محاسبة كل فاسد، وأصبح لا أحد فوق القانون. أما عبد الله مشالي، منسق ائتلاف "شباب أسوانلي" بمحافظة أسوان، فأشار إلى أن العصيان المدني وما يدعو إليه في مفهومه من توقف الحياة في مصر، ويتوقف الشعب عن العمل ويمتنع عن ممارسة كل شيء، مع رفض الذهاب للمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد، وإغلاق كل المحال والأفران ومحلات البقالة وامتناع سائقي السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الأجرة في داخل المدن وخارجها، والجلوس في الشوارع الكبرى وتعطيل المواصلات لإجبار الحكومة على تنفيذ المطالب، فإن ذلك يعد كارثة بكل المقاييس على الوضع الاقتصادي وحركة البيع والشراء ومن ثم فهو خطوة ضارة بمصلحة الوطن في الظروف الحالية، وطالب الثوار الالتزام بضبط النفس وعدم استخدام هذه الأساليب من الاحتجاجات لأن الثورة نجحت في تحقيق أهدافها، ويتركون العدالة تأخذ مجراها في محاكمة الفاسدين. فيما رفض العديد من أهالي أسوان المشاركة فى الإضراب العام بعيداً عن الائتلافات الشبابية والأحزاب السياسية التى تتباين آراؤها، حيث أكد محمد عبد الراضي، عضو حزب المحافظين بأسوان، على رفضه والكثير الدعوات التى تطالب بالإضراب العام والعصيان المدني على مستوى المصالح وتعطيل الإنتاج ومصالح المواطنين، خاصة أنه لا يعتبر العصيان حلا لإنهاء الأزمات بل سيزيد من الأعباء ويصل بالبلاد لنفق مظلم لا نعرف عقباه ويضر باقتصاد مصر ومكتسبات الثورة العظيمة، مشيراً إلى ضرورة الإسراع فى محاكمة الفاسدين ونقل السلطة إلى رئيس مدني يحكم البلاد، كما أعلن المجلس العسكري فتح باب الترشح للرئاسة فى 10 مارس المقبل. وأضاف أن العصيان المدني لن ينجح لأسباب كثيرة أهمها رفض العديد من أبناء مصر لمثل هذه المخططات التي تستهدف خراب مصر وليس عمارها، خاصة أن العصيان سيوجه ضربة موجعة لقلب الوطن لا يستطيع أن ينهض منها مرة أخرى، فالاقتصاد سوف يتأثر بها وتتوقف مسيرة النمو التي استعادتها البلاد بشكل نسبي مع حكومة الجنزوري. ودعا جموع الشعب المخلصة لمواجهة هذا العصيان بالعمل وإثبات أن مصر لم ولن تعتمد على أفكار خارجية منذ الثورة المجيدة. ومن جانبه، يشير الشيخ محمد عبد العزيز، مدير أوقاف أسوان، إلى أن العصيان المدني لا يقره الدين بأي حال من الأحوال لأن فيه تعطيلا لمصالح الشعب وسيؤدي إلى عواقب وخيمة، موضحاً أنه من القواعد الشرعية أن درء المفاسد يقدم على جلب المنافع، وهذه المنافع التي يدعيها البعض ليست منافع وإنما هى خروج عن نظام الأمة ومعول هدم في كيان الأمة، مطالبا بأن يعيد من سيفعل ذلك حساباته لأن الأمر فيه خطر كبير على الأمة كلها وسيزعزع أمنها واستقرارها. بينما قال أبو بكر بلال، أمين حزب البناء والتنمية بأسوان، إن العصيان لا يتفق مع الشرع والشرعية ويؤدي إلى الإضرار بالمواطنين ولابد من مواجهته بجميع الطرق، لافتاً إلى أن هناك تيارًا هدامًا لا يهدف إلا للفوضى وزعزعة الاستقرار، حيث يريدون الدمار لمصر وهو الذي لن يكون بإذن الله، وأشار إلى أن حزبه قد بدأ منذ يومين في الدعوة لمواجهة هذا الاتجاه بتوعية المواطنين من المخلصين لهذا الوطن، مؤكداً أن من يدعو للعصيان فهو إنسان يعصي ربه.