أكد الرئيس الجديد لحزب العمل الإسرائيلي المعارض اسحاق هرتزوج اليوم "الخميس" أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لديهما فرصة تاريخية لتحقيق السلام ، مشيرا إلى ضرورة اغتنام هذه الفرصة . وأوضح هرتزوج أن آراء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إبرام اتفاقية سلام مع الفلسطينيين لا تزال تمثل لغزا، مشيرا إلى أنه غير متأكد من أن نتنياهو لديه استعداد ذهني للقيام بما هو مطلوب في هذا الصدد. وأضاف هرتزوج – في تصريح نقلته صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني – قائلا " أن السؤال المهم الذي يطرح نفسه اليوم ، ما إذا كان نتنياهو قد خلص إلى ضرورة أن يكون هناك تغيير".. معربا عن ثقته بضرورة الملحة والممكنة لإبرام اتفاقية مع الفلسطينيين حول قضية معقدة من تقسيم لأراضي القدس أو تبادلها بين شعبين نشبت بينهما عداوة منذ نحو قرن من الزمان . وأشار هرتوزج – الذي فاز برئاسة حزب العمل في الشهر الماضي - عقب لقاءه نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الأسابيع الأخيرة - إلى أن كل من الطرفين يعتقد بأن الطرف الآخر قد لا يكون على استعداد على الاستمرار في عملية السلام كما هو مأمول .. مضيفا أن على الزعيمين الإسرائيلي والفلسطيني أن يتشبثا بالفرصة السانحة لإبرام اتفاقية لإنشاء دولة فلسطينية بجانب إسرائيل..فيما رأى هيرتزوج، مثل الكثير من اليسار الإسرائيلي، أن إسرائيل نفسها في حاجة ماسة للوصول إلى مثل هذه الاتفاقية ، ما لا يقل أهمية بالنسبة للفلسطينيين . وأعرب رئيس حزب العمل – الذي التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس في واشنطن نهاية الأسبوع الماضي - عن إعجابه بجهود الخارجية الأمريكية التي تسعى خلالها إلى التوصل لصيغة يمكن للجانبين قبولها . وأوضح هرتزوج أن حزب العمل الذي يتزعمه قد يمنح شبكة أمان برلمانية لأي اتفاقية سلام يقدمها نتنياهو إلى البرلمان الإسرائيلي، حيث يسيطر حزبه على 15 مقعدا من أصل 120 في البرلمان، مما يجعله أكبر حزب في البرلمان المتكون من 12 حزبا، الذي لم ينضم إلى تحالف نتنياهو "الليكود بيتنا". وألمح زعيم المعارضة أن أعضاء حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو لا يرغبون في إبرام اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن على نتنياهو إقناعهم لضمان دعمهم لتلك الاتفاقية. وتابع هرتزوج بقوله " اليوم.. يوجد في البرلمان أكثر من 120 مشرعا، من بينهم 59 عضوا يشملون على أعضاء عرب، والذين قد يصوتوا لصالح الاتفاقية"..في حين أنه أشار إلى أن إجمالي المقاعد لا تسيطر عليها أحزاب يمينية أو دينية..لافتا بقوله "لكن إذا أراد نتياهو أن تتحقق الصفقة، عليه أن يأخذ أغلبية أعضاء حزب الليكود في صفه..ولكن السؤال الذي يطرح نفسه..هل يستطيع نتنياهو تحقيق ذلك ؟ " . وأوضح هرتزوج أنه أخبر نتنياهو في اجتماعهما الأخير، بضرورة المضي في اتفاق حل الدولتين إذا كان يريد الحفاظ على إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية كبيرة .. مشيرا إلى أن نتنياهو يبدو مدركا للمخاطر التي قد تواجهها إسرائيل في غياب اتفاق سلام مع الفلسطينيين . وأضاف هرتزوج " لست متأكدا من أن نتنياهو لديه استعداد ذهني وقدرة على القيام بذلك" ، في إشارة إلى التنازلات بعيدة المدى اللازمة لإحداث مثل هذه الصفقة ، فيما أعرب أيضا عن تشككه في ما إذا كان الرئيس الفلسطيني لديه هذا الاستعداد الذهني .