تستضيف العاصمة البوركينية واجادوجو خلال الفترة من 21 حتى 23 نوفمبر 2013 أعمال المنتدى الأفريقى الثالث عشر للمياه والصرف الصحى بمشاركة من رؤساء حكومات دول أفريقيا ووزراء ماليتها و وزراء الإشغال والبنية التحتية والموارد المائية والإسكان على مستوى القارة ومن دول خارجها تعتبر شريكا فى إنماء القارة مثل الصين والهند وتركيا وماليزيا وسنغافورة والبرازيل وتايوان واليابان. كما تشارك إسرائيل فى أعمال المنتدى الذى يعد فرصة للتعاون بين الجنوب والجنوب فى مجال خدمات ومشروعات المياه والصرف، فضلا عن مشاركة مستثمرين وأصحاب شركات المشروعات فى مياه الشرب وإدارة الموارد المائية فى أفريقيا وأكاديميين، حيث يعد المنتدى فرصة لتبادل الآراء والأفكار التى تخدم قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى فى أفريقيا التى ينمو اقتصادها بنسبة 5.6 فى المائة سنويا، وهو معدل يعد الأسرع على مستوى العالم. وتشير الدراسات الصادرة عن البنك الأفريقى للتنمية إلى أن أفريقيا كان اقتصادها مرشحا للنمو بشكل أسرع عما هو عليه الحال الآن لولا افتقاد القارة للبنية التحتية المؤهلة لإقامة المشروعات الاستثمارية الكبرى، ويقدر خبراء البنك الأفريقى للتنمية حجم التمويل المطلوب لسد فجوة البنية التحتية الأفريقية خلال الأعوام العشرة المقبلة بنحو 93 مليون دولار أمريكى سنويا، وهذه فجوة تعجز الاستثمارات الحكومية عن سدادها لكنها فى الوقت ذاته تعتبر أن خدمات المياه والصرف من المشروعات ذات الطابع الاجتماعى غير المقبول دخول شركات استثمارية أجنبية فى إدارتها اوإقامتها. وخلال حقبة الثمانينيات، بلغ معدل ارتفاع النمو السكانى فى مناطق حضر أفريقيا بنسبة 28% سنويا وهى النسبة التى ارتفعت بحلول العام 2008 إلى 40% سنويا ومقدار ارتفاعها 50% سنويا بحلول عام 2030، الأمر الذى سيشكل عبئا على موارد القارة المائية وشبكات الصرف فيها و يشكل عاملا ضاغطا على الحكومات للاستثمار فى قطاعات البنية التحتية. ويرى خبراء البنك الأفريقى للتنمية وجوب قيام دول القارة بتعديل تشريعاتها القانونية وتشريعات إقامة المشروعات الكبرى على أراضيها بما يوافق النظم المعمول بها عالميا، وذلك تهيئة لمناخ القارة لاجتذاب التمويلات الاستثمارية فى مشروعات البنية التحتية ذات المردود الاستثمارى الطويل المدى والعمل على تنمية معدل الاستثمار فى رأس المال البشرى للقارة. وفى عام 2000، كان فى أفريقيا 59 مليونا يصل متوسط دخلهم السنوى إلى 5000 دولار أمريكى أو يزيد على ذلك بقليل وكان متوسط إنفاقهم العام على البنود غير الغذائية هو 50% من أصل الدخل، ويتوقع أن تتسع مساحة تلك الشريحة السكانية فى أفريقيا بحلول عام 2014 إلى 106 ملايين نسمة ذوى طلب متعاظم على خدمات مياه الشرب النظيفة والكهرباء والصرف الصحى لأنهم من سكان المدن فى غالبيتهم أو من أبناء ريف أفريقيا النازحين إلى المدن. وفى المقابل، يعيش على أرض أفريقيا حاليا قرابة 400 مليون إنسان لا تصلهم خدمات مياه الشرب النظيفة ويعيش أكثر من 600 مليون أفريقى بلا خدمات صرف صحى على أرض القارة ويموت يوميا ملايين الأطفال الأفارقة نتيجة الأمراض الوبائية التى تتفشى فى المناطق المحرومة من خدمات الصرف الصحى، ففى نيجيريا وإثيوبيا تصارع الأمراض الوبائية يوميا 97 ألف طفل نيجيرى و33 ألف طفل إثيوبى وهذه الأمراض ناتجة عن تلوث مياه الشرب ولا يختلف الحال كثيرا فى هذا الصدد فى دول مثل غانا وجنوب أفريقيا وأنجولا .