تباينت آراء القوى السياسية فى المحافظات بشأن اختيار اللجنة التأسيسية المعنية بوضع الدستور ففى الوقت الذى رحب فيه البعض بتولى المجلس الاستشاري تقديم مقترحات بشأن اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، أكد آخرون أن مجلس الشعب هو المنوط بوضع وسن القوانين والتشريعات، وبالتالى اختيار اللجنة التأسيسة، فى الوقت نفسه اجمعت القوى السياسية على أن الدستور لا تصنعه الأغلبية. قال محمد إبراهيم عويس أمين عام حزب التجمع ببني سويف، إن الدستور يعبر عن كل طوائف الشعب بما فيها حزب الأغلبية، رافضًا تقديم أعضاء مجلس الشعب مقترحات للجنة التأسيسية للدستور لكي لا تخرج اللجنة بلون معين حسب تعبيره، وبالتالي سوف يضفي لونها على الدستور الذي سيأتي موافق لفئة سياسية معينة. وأكد أن الدستور لا تصنعه الأغلبية بل كل فئات الشعب بمن فيهم غير الممثلين في البرلمان ولا الدستور لا يرتبط بزمن معين بل يمتد لحقبة قد تصل إلى قرن من الزمان واقترح أن يشمل الاستشاري الفنانين والرياضيين وشباب الثورة كما يجب أن يضم أي فئة غير ممثلة في مجلس الشعب أو البرلمان عامة. أما الدكتور ناصر سعد أمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة ببني سويف فيرى أن مجلس الشعب هو المنوط بوضع وسن القوانين والتشريعات وهو المعبر الرئيسي عن آمال وطموحات الشعب وسوف يراعى كل الأطياف وكل الأحزاب، أما المجلس الاستشاري فليس له شرعية. وفي مطروح رفضت القوى السياسية تمامًا فكرة فتح انتخابات رئاسة الجمهورية خلال شهر فبراير، حيث أكد السيد عباس، أمين حزب التجمع بمطروح، أن فتح باب التقدم للرئاسة فى هذا الوقت لاختيار رئيس جديد للبلاد مرفوض تمامًا، لأنه سيعمل على خلق فرعون جديد، مشيرًا إلى أن وصول رئيس الجمهورية إلى السلطة قبل وضع الدستور سجعله يتحكم فى وضع الدستور ويجعل لنفسه نفس الصلاحيات التى كانت لدى الرئيس السابق. وأضاف أنه لا بد من الانتظار حتى تقوم اللجنة التوافقية التى ستشكل من جميع القوى السياسية بوضع الدستور، ثم يبدأ العمل فى انتخابات الرئاسة حتى لا يحدث خلط للأوراق. وأكد على الشوكى، أمين حزب الوفد بمطروح، صعوبة فتح باب التقدم لانتخابات رئاسة الجمهورية فى الوقت الحالى، خاصة أن هناك خارطة طريق تتمثل فى مراحل مختلفة لهذه الفترة التى تمر بها مصر، تتمثل فى البدء بانتخابات الشعب ثم الشورى ثم التعديلات الدستورية ثم انتخابات الرئاسة. وأضاف: "إننا نتحفظ على المجلس العسكرى، لبطء إجراءات المحاكمات لرموز الفساد وعدم استرداد الأموال المهربة للخارج وللبطء فى اتخاذ القرارات السليمة فى الوقت المناسب"، وقال إن المجلس العسكرى أبدى وضوحًا فى وضع خريطة محددة لجميع الانتخابات بمصر. ومن جانب آخر أكد السيد عباس، أمين حزب التجمع بمطروح، على ضرورة تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور من جميع القوى الوطنية والسياسية، بشرط أن يشارك فيها شباب الثورة، فهم أصحاب الحق فى ما وصلت إليه مصر من القضاء على الظلم والاستبداد، فيجب على الجميع ألا يغفل دورهم وآراءهم وأن يكون لهم رأى فى وضع الدستور. وشدد على ضرورة ألا ينفرد مجلس الشعب بوضع أسماء اللجنة بمفرده ويلغى باقى القوى الأخرى، فالبرلمان له دور ولكن يجب أن يكون أحد الأعضاء المشاركين وليس هو فقط. كما دعا إلى ضرورة التفاف جميع فئات الشعب يد واحدة حتى تخرج مصر من هذه المرحلة الحرجة التى تتطلب التكاتف بين الجميع حتى تتحرك مرة أخرى عجلة الإنتاج.