* أعضاء المجموعة نسفوا أكثر من مليون صندوق ذخيرة استولت عليها القوات الإسرائيلية بعد انسحاب المصريين * "الأشباح" انتقموا لاستشهاد عبد المنعم رياض وقتلوا 44 جنديا إسرائيليا وفجروا دبابتين ومدرعة في عملية "لسان التمساح" على الرغم من الآثار النفسية والمادية التي سببتها نكسة 67 للمصريين والقوات المسلحة، إلا أن إصرار الجندي المصري على مدار التاريخ دائما ما يصنع المستحيل، فعقب النكسة بفترة قليلة بدأ التفكير في التعامل مع العدو وطرق استنزافه، حيث تم جمع مجموعة من ضباط الصاعقة البرية والصاعقة البحرية لتنفيذ بعض المهام ضد العدو. وتعددت عمليات هؤلاء الضباط ومن معهم من "صف ضابط" وجنود حتى وصلت إلى 39 عملية كانت جميعها ناجحة وأدت الهدف المطلوب منها، الأمر الذي جعل القيادة العامة للقوات المسلحة تتجه للتفكير في جعلها مجموعة مهمتها تتلخص في تنفيذ مهام صعبة ضد العدو وبالفعل تم تشكيلها وأطلق عليها المجموعة "39 قتال" وضمت ضباطا وصف ضباط من الصاعقة البرية والبحرية واختاروا "رأس النمر" شارة لهم. وقال الرائد سمير نوح، أحد أبطال المجموعة 39 قتال وأمين سرها، ل"صدى البلد"، إن المجموعة تم تشكيلها في 25 يوليو 1969 وأطلق عليها هذا الاسم لأنها أتمت 39 عملية ضد العدو. وعن بداية عملياتهم قبل تشكيل المجموعة يقول نوح: "اكتشفنا بعد الاستطلاع أن القوات الإسرائيلية استولت علي مخازن للأسلحة والذخيرة بعد انسحاب القوات المصرية عقب النكسة، فعبر الشهيد إبراهيم الرفاعي وأحضر مجموعة من "ك 141 فدائية" كانوا حوالي 4 "صف ضابط" وجهزوا كل معدات النسف وعبروا القناة وبدأوا يحزمون الأسلحة والذخيرة في منطقة جنيفة في الإسماعيلية في الضفة الشرقية، وقمنا وقتها بنسف أكثر من مليون صندوق للأسلحة الذخيرة والمعدات وقطار محمل بالأسلحة والذخيرة وكتائب مظلات إسرائيلية وظلت النيران مشتعلة عدة أيام حتى شوهدت في الزقازيق". وأضاف: "وكانت هذه ثاني عملية وكانت ناجحة بنسبة 100% وقادها العميد إبراهيم الرفاعي وكان وقتها برتبة مقدم، وكانت أيضا قبل تكوين المجموعة وهذه العملية جعلت الفريق محمد أحمد صادق وكان وقتها مدير المخابرات الحربية يقول "إحنا عندنا ناس أبطال ممكن يقوموا بأعمال ضد العدو ومش هنقف مكتوفي الأيدي". ويحسب للمجموعة أنها أسرت أول جندي إسرائيلي وكان يدعى يعقوب رونيه، ويقول الرائد سمير نوح: "كنا وقتها نقوم بعملية تسمى "كمين جبل مريم"، وكان الهدف منها تلغيم الطريق أمام سيارتين إسرائيليتين يحملان 6 جنود وكلب حرب، وبالفعل قمنا بتلغيم الطريق وتم نسف السيارتين وبمجرد وجود الانفجار انهلنا عليهم بالرشاشات والآر بي جي حتى أجهزنا عليهم وتبقى واحد فقط ويدعى يعقوب رونيه وكان مصابا وحمله البطل هنيدي أبو شريف وأسرعنا به إلى المستشفى إلا أنه توفى بعدها بحوالي ثلث ساعة وكانت هذه من أنجح العمليات التي قمنا بها". وتأتي على قائمة العمليات التي قام بها أعضاء المجموعة عملية "لسان التمساح" والتي كانت انتقاما للشهيد الفريق عبد المنعم رياض الذي استشهد وسط جنوده يوم 9 مارس عام 1969 حينما كان يزور الجبهة وأطلقت عليه مدافع العدو النيران مما أدى لوفاته، ويؤكد نوح أن "العملية كانت ليلة الأربعين لاستشهاد عبد المنعم رياض، وأنه تم قتل 44 جنديا إسرائيليا، وأنه تم تفجير مخزن للسلاح وآخر للوقود ومدرعة ودبابتين كانت موجودة بالمنطقة، إضافة إلى الاستحواذ على "ايريال جهاز لاسلكى"، وخلعنا العلم وانتظرنا ساعتين كاملتين فوق الموقع". ووصف موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي في هذا الوقت، المجموعة 39 قتال ب"الأشباح" لأنهم لم يكونوا يتركوا أي آثار خلفهم عقب تنفيذ أي عملية. ونفذ أعضاء المجموعة 39 قتال، 39 عملية قبل تشكيل المجموعة، و42 بعد تشكيلها، ليصبح مجموع العمليات 81 عملية كبدت العدو الكثير من الخسائر وكانت تمهيدا قويا لحرب أكتوبر 1973. ومن ضباط وجنود الصاعقة البحرية الذين شاركوا في عمليات المجموعة 39 قتال:"هنيدي مهدي أبو شريف، غريب جودة محمد طنطاوي، سمير محمد أحمد نوح، حسن على محمد البولاقي، عبد السميع محمد عبد المطلب، محمد مصطفى حسن شاكر، السيد محمد أحمد محمد، أحمد طه منصور، أحمد عبد الله مرعى، السيد حسين عبد الرحيم، على أحمد حسن أبو الحسن، عبد الحميد حسين إبراهيم، أحمد عبد الفتاح أحمد، حمدي عثمان محمد، يسرى عبد الجليل الفيل، إبراهيم السيد البيجاوي، عبد المنعم أحمد غلوش، محمود على الجيزى، عبد العزيز محمد عثمان، عادل محمد أحمد فليفل، صلاح محمد عبد الله، محمد عبد الحليم الشامي، موسى عبد العاطي، عبد المجيد دعبس".