92 عملية قتالية .. نفذتها هذه المجموعة .. شرق القناة وغربها .. لم تكن مهامها عادية .. لكنها دائما كانت صاحبة المهام الصعبة .. يكفي انها اول من قامت بأسر جندي اسرائيلي وعادت به الي مصر أنها المجموعة 39 قتال .. والتي تم تشكيلها في أعقاب النكسة مباشرة .. وأشرف علي تشكيلها واحد من رموز البطولة المصرية في حرب أكتوبر إنه الشهيد ابراهيم الرفاعي .. صاحب المواقف البطولية التي ستظل حاضرة في تاريخ الأمة القبطان بحري ماجد مصطفي ناشد، أحد أعضاء المجموعة 39 يحكي تفاصيل إنشاء هذه المجموعة .. يقول إنه انضم للمجموعة 39 وكانت رتبته ملازم أول أواخر عام 67.. وكانت أول عملية تم تكليفه بها هي إحضار أسير من عربية جيب تابعة للمخابرات الإسرائيلية .. وعلي الفور استكشف الموقع ورصد تحركات العدو وما يقوم به علي مدار اليوم .. وبعد استطلاع الموقع ومعرفة تحركات العدو وتوقيتاته .. تم وضع الخطة المطلوبة لتنفيذ المهمة .. ولأننا أصحاب المهام الصعبة فقد كان العبور الي الضفة الشرقية رغم المخاطر شيء اعتاده رجال المجموعة .. عبرنا القناة من جنوبها ودخلنا الي عمق وحدات العدو الي المكان الذي حددناه لفريستنا . أنشأنا كمينا .. حفرنا .. ووضعنا الألغام في الحفر .. وجلسنا نراقب الموقف .. لا نخاف العدو أو أكتشاف أمرنا .. لكن كان كل ما يقلقنا أن تخيب توقعاتنا لخط سير الهدف ويحيد عما توقعناه ونصبنا كميننا فيه .. لم يطل قلقنا كثيرا .. وهاهو الهدف .. سيارتي جيب تحمل جنود العدو وضباطه .. اقتربت السيارة الاولي من مكان الكمين .. وإقتربت حتي اصطدمت باللغم الذي إنفجر فيها ., وعلي الفور فتحنا نيراننا علي السيارتين وسط ذهول أفراد العدو الذين فقدوا توازنهم تماما .. وتم قتل 6 أفراد من العدو، بينما أصيب العريف "يعقوب رونيه" .. ورغم المخاوف من تتبع العدو لنا .. وما يفرضه علينا الموقف من سرعة الاخلاء من المكان قبل وصول قوات العدو ألا أننا اصررنا علي احضار .. العريف المصاب.. فرحة لم تكتمل وبالفعل.. تم إحضار الأسير من أمام الإسماعيلية وتم النزول من نقطة جبل المروة لكن للأسف توفي في مستشفي القصاصين بسبب الإصابات التي لحقت به نتيجة انفجار لغم في العربة التانية وانفجار 3 دانة ار بي جي.. ولم تكتمل فرحتنا باحضاره.. لكن رغم ذلك كنا ننتظر التكريم تجاه هذه المهمة فإذا بالفريق محمد فوزي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة حينها يخرج عليهم غاضبا ويقول " قتلتوه.. ظنا منه أن الأسير تم قتله ولم يمت اثر إصابته. الرفاعي الشهيد وأوضح أن مجموعة 39 قتال أنشأها الشهيد إبراهيم الرفاعي بمساعدة مدير المخابرات الحربية حينها، وكان يعمل في الاستطلاع، حيث حصل علي فصيلة من 4 ضباط و30 صف ضابط وعسكري صاعقة بحرية، وقال "كنا ننفذ العملية ثم نعود للإسكندرية حتي تم إنشاء مقر لها في القاهرة ثم انضم لها فصيلتين جيش من ضمنهم مجموعة رأس العش الذين كانوا يلاحقون دبابات العدو بسلاح الار بي جي، وأشار إلي أن مهام هذه المجموعة تتلخص في عبارة واحدة: تنفيذ المهام لتدمير نقاط العدو والعودة مرة أخري فهي مجموعة متحركة وليست ثابتة. كما أسندت إليها أيضاً مهام لاستطلاع المعلومات عن العدو. وأوضح أن الفصيلة البحرية بضباطها تابعة للعمليات الخاصة للقوات البحرية، وأن فرع الاستطلاع البحري ضم ضباط وأفراد من الصاعقة البحرية، هم من نفذوا عمليات الرصيف الحربي لميناء ايلات وتلغيم الحفار البترولي في البلاعيم.