أكد الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان أهمية تمثيل خبراء من الآثار فى أى مؤتمر خاص بحوار الأديان والثقافات باعتبار آثار مصر هى التى جسدت أروع صفحات التسامح الدينى على أرض مصر والتعانق والتلاقى بين الثقافات والحضارات والتأثير الحضارى المتبادل . وأشار ريحان،فى تصريح له اليوم،إلى ضرورة تمثيل وزارة الدولة لشئون الآثار بمؤتمر تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان الذى تعقده المنظمة الدولية للفرانكفونية والإيسيسكو يوم الاثنين القادم تحت رعاية الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية بمدينة فاس ويستمر على مدى 3 أيام بمشاركة خمسين من الشخصيات السياسية والدينية والفكرية البارزة. وقال ريحان إن مصر تعد رمزا للتسامح الدينى وتلاقى الحضارات فقبل دخول الإسلام إلى مصر أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسيحيين عهدا يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم ويحرم فيه هدم الكنائس ومنازل المسيحيين واحترام أملاكهم ومعاونتهم فى ترميم كنائسهم واحترام خصوصية الرهبنة وحماية المسيحيين فى البر والبحر ومجادلتهم بالحسنى ، وبعد دخول الإسلام أعطى عمرو بن العاص رضى الله عنه المسيحيين أمانا جاء فيه (هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شئ ولا ينتقص) . وأضاف أن الاكتشافات الأثرية بسيناء وفى كل بقاع مصرجسدت هذه المعانى بشكل ملموس ، مؤكداً أنه لا يوجد مكان فى العالم يجمع بين الأديان الثلاثة إلا فى مصر حيث تعانقت الشجرة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى عليه السلام ربه مع أشهر أديرة العالم وهو دير سانت كاترين مع الجامع الفاطمى داخل الدير وفى مصر القديمة المعبد اليهودى والكنائس وجامع عمرو بن العاص. وأوضح أن العمارة والفنون المسيحية ازدهرت بسيناء ومنها العديد من الإضافات المعمارية والفنية على دير سانت كاترين فى العصر الإسلامى لحمايته ومنها الأيقونات ، وهى صور دينية مسيحية لها دلالات معينة ، قد حميت من أن تمس بسوء فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى أوربا فى الفترة من 726 إلى 843م ،لافت الى ان أيقونات مصر حميت لوجودها داخل العالم الإسلامى بعيدة عن سيطرة أوربا. وذكر أن المسلمين حرصوا على إنعاش وحماية طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق ، وتم الكشف عن كنيسة داخل قلعة حربية إسلامية وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ويعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادى حين استغل البيزنطيون جزيرة فرعون وبنوا بها فنار لإرشاد السفن بخليج العقبة وبعد بناء قلعة صلاح الدين لم تمس بسوء. وتابع أنه فى منطقة حمام فرعون التى تبعد عن السويس 110كم تم الكشف عن كهف مسيحى من القرن الرابع الميلادى يقع فى طريق حربى لصلاح الدين بسيناء به رسوم لآباء الكنيسة المصرية. وأكد أن مكتبة دير سانت كاترين تحوى 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين عامة تكشف عن سياسة التسامح التى سارت عليها السلطات العربية الإسلامية حيال المسيحيين واليهود والتى أوضحت بجلاء أن رهبان طور سيناء كانوا يعيشون فى ديرهم هادئين مطمئنين .