ماذا ستفعل اذا كنت واقفا فى مكانك وفوجئت بخطر يداهمك كوحش يطاردك و يريد أن ينقض عليك!!! خيارك الأول أن تستسلم له فيقضى عليك ويلتهمك دون أن يترك لك أثرا تذكر به , و خيارك الثانى أن تنجو بنفسك منه وبقدر مقاومتك بقدر ما تزداد فرصة نجاتك , بقدر ما ستثبت قوة وجودك , وذلك يعنى بقاءك وبقاءك يعنى مقدار ما تستطيع انجازه فى حياتك.....قد يبدو ما أقوله غريبا , أو يستنكره البعض ويظنه البعض الآخر فلسفة خيالية ولكنه حقيقة واقعة وكل منا يعيشها ولكن قد يدركها البعض وقد يغفلها البعض الآخر والغفلة عنها لا يمحي وجودها ولكن قد يجعلنا نخسر بعض الأشياء فى حياتنا وفى بعض الأحيان قد نخسر حياتنا بأكملها , وأول ما أنت معرض لخسارته هو نفسك وما تحمله من كنوز قدراتك وطاقاتك و إبداعك . لكن هل تعلم من هو ذلك الوحش الذى يداهمك بأخطاره؟!!! انه وقتك , عمرك , أيامك التى تتوالى يوما تلو الآخر , فتعاملك مع وقتك هو ما يحدد قيمتك هو ما يجعله يلتهمك فى حالة تهاونك أو يجعلك تلتهمه اذا تفانيت فى حسن استغلاله و أكثرت من احراز أهدافك و انجازاتك . نعم انجازاتك ... فحياة كل منا ما هى إلا مجموعة إنجازات , فوجودك فى الحياة له سبب وحكمة , فالله سبحانه وتعالى خلق كل منا برسالة مكلف بها و ما علينا هو أداء و تحقيق رسالتنا على أكمل وجه , فبتحقيق هذه الرسالة يؤدى كل فرد دوره, و أداء هذا الدور من عدمه هو ما يحدد قيمتك , قيمتك التى تقدر بمقدار إنجازاتك ... اذن أنت الوحيد المتحكم فى مقدار إنجازاتك . فأنت فى الحياة بصمة وسط بصمات كثيرة من البشر , ولكى تنجح فى إظهار و إبراز بصمتك عليك أن تنجز , ولكى تنجز عليك بتحديد أهدافك والعمل من أجلها بكل جد وإخلاص وإيمان بالوصول , وأن تصارع وحش الزمن وأن تستغل كل خطوة بأحزانها قبل أفراحها واجعلها جسر للعبور الى المزيد من الأهداف . وبمقدار انجازاتك تصنع مكانتك فى الحياة , فانحت فى كل يوم انجاز جديد يرسخ مكانتك وتصبح به نقطة أمل وانطلاق لتشرق وسط الظلام فتبعث داخلك نور وحماس تحيا به سعيدا وعندما تشعر بقيمتك وفائدتك ستمد من حولك بطاقات ايجابية ترشدهم بها وتضيف لحياتهم وتبقى خالدا بذاكرتهم حتى بعد رحيلك ... فاجعل من نفسك بصمة لها معنى ولا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها واجعل من إنجازك نقطة تحول دائم . فاعلم أنك كيان متحرك و لا يجوز له السكون لأن الحياة بأكملها تتحرك من حولنا , فاذا استسلمت للسكون سوف لا تكون سوى نقطة سوداء ثابتة داخل دائرة كبيرة تلف من حولك ولا تتوقع أن تجد من ينتظرك أو يتوقف من أجلك , فالزمن لا يتوقف لأحد وكل يوم بك أو بدونك سيمر فلا تتركه يرحل دون أن تضع بصمتك , انجز ولو انجاز صغير تحقيقه بعيد المدى فذلك أفضل بكثير من السكون دون تحقيق أدنى إنجاز .