قال مبعوث إيران الجديد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس إن إيران ستتعاون مع الوكالة من أجل "التغلب على المشكلات القائمة نهائيا" مشيرا فيما يبدو إلى نهج أكثر مرونة من جانب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني. لكن السفير رضا نجفي أكد في أول مشاركة له في اجتماعات مجلس محافظي الوكالة موقف إيران بانها لن تتخلى عما تعتبره حقها المشروع في برنامج سلمي للطاقة النووية. وقال نجفي لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة "إيران مستعدة بناء على حقوقها والتزاماتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي للتعامل بإخلاص لإزالة أي غموض يتعلق بأنشطتها النووية." وإيران في مواجهة مع القوى الغربية التي تعتقد ان برنامجها النووي ربما يهدف لاكتساب القدرة على انتاج سلاح نووي. وتنفي طهران هذا وترفض أي قيود على تخصيب اليورانيوم أو أن تطبق الوكالة نظاما للتفتيش أكثر تدقيقا وهو ما طالبت به عدة قرارات للأمم المتحدة. وأجرت الوكالة الدولية عشر جولات من المحادثات مع إيران منذ أوائل عام 2012 في محاولة لاستئناف تحقيق معطل في أبحاث يشتبه في ارتباطها بأسلحة ذرية في جهود منفصلة عن المساعي الدبلوماسية للقوى الكبرى لحل نزاع عمره عشر سنوات. ولم تسفر المحادثات حتى الآن عن أي نتائج لكن الدول الغربية ترى أن اجتماعا تحدد موعده في 27 سبتمبر أيلول في فيينا اختبار لمعرفة أي تحول جوهري من جانب إيران عن موقفها المتشدد في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. وأوضحت إسرائيل - التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط - شكوكها العميقة في حدوث أي تغير في سياسة طهران نتيجة لانتخاب روحاني. وقال السفير إيهود أزولاي لمجلس محافظي الوكالة "إيران تقود الوكالة والمجتمع الدولي كله للدوران في حلقات مفرغة." وأشار نجفي الذي عين مبعوثا لإيران لدى الوكالة الدولية بعد تولي روحاني منصبه في الثالث من أغسطس آب إلى أن طهران لديها إرادة سياسية قوية لأن "تتفاعل على نحو بناء" في القضية النووية. وقال نجفي وهو دبلوماسي محترف وخبير في نزع التسلح "نتطلع إلى العمل عن قرب مع المدير العام (يوكيا أمانو) وفريقه في الأيام القادمة." وقال ردا على سؤال في مؤتمر صحفي لاحق عما إذا كان متفائلا بإمكانية التوصل لاتفاق في اجتماع فيينا "نجلس معا ونناقش الخلافات بشكل مباشر وصريح. نأمل أن نتمكن من حل تلك الخلافات." ورحب دبلوماسيون غربيون بلهجته التصالحية لكنهم حذروا من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هناك تغير في الجوهر بعد انتخاب روحاني. وقالوا إن تصريحات نجفي رغم افتقارها للتفاصيل فهي عملية أكثر من تصريحات سلفه علي أصغر سلطانية الذي كثيرا ما استخدم اجتماعات مجلس المحافظين لانتقاد خصوم إيران الغربيين وفي الوكالة. وتعهد روحاني بأن تكون ايران أكثر شفافية وأقل تصادما في المحادثات مع كل من الوكالة ومع القوى الكبرى وقال هذا الأسبوع إن الوقت لحل النزاع النووي بين إيران والغرب محدود. وقال إنه سيجتمع مع وزراء خارجية بعض الدول الست الكبري أثناء حضوره اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر. وقال مستشار كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتوقع أن يجتمع مع روحاني غدا الجمعة للصحفيين إن موسكو تأمل أن تعقد جولة المحادثات الجديدة بين إيران والقوى الست قريبا جدا وأن من الضروري أن يتحلى الجانبان بالمرونة. وقال يوري أوشاكوف "من المهم أن تظهر إيران المرونة اللازمة والاستعداد لأن تلبي مطالب المجتمع الدولي." واستطرد قائلا "ينبغي للدول الست بدورها أن تظهر نهجا مبدعا وتكون مستعدة للرد على نحو ملائم على الخطوات الإيجابية التي نتوقعها من إيران."