أعلنت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شئون الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس اليوم أن الأممالمتحدة تقوم حاليا بإعداد خطط طوارئ لمواصلة العمل الإنساني في سوريا في حالة تعرض دمشق لضربة عسكرية محتملة. وقالت فاليري آموس - في تصريحات للصحفيين في نيويورك عبر الفيديو كونفراس من العاصمة اللبنانية بيروت - " الأممالمتحدة مستمرة في النظر في خطط طوارئ تحسبا لزيادة أعداد اللاجئين السوريين الفارين عبر الحدود السورية إلى البلدان المجاورة، وأيضا من أجل ضمان سلامة وأمن موظفينا العاملين في مجالات تقديم المساعدات الإنسانية" .. مؤكدة في الوقت نفسه أن التهديدات الأمريكية الحالية بتوجيه ضربة عسكرية محتملة إلى سوريا ، لم تتسبب حتى الآن في حدوث زيادة كبيرة في تدفقات اللاجئين السوريين الفارين إلى الدول المجاورة . وأكدت المسئولة الأممية أنها وجدت من خلال لقاءاتها مع الموظفين الأممين الذين التقهم في دمشق أمس الخميس ، التزاما منهم بالاستمرار في أداء عملهم حتى في حالة تعرض سوريا لضربة عسكرية محتملة ، موضحة أن 33% من إجمالي عدد سكان سوريا باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة . وكشفت آموس في تصريحاتها للصحفيين اليوم أن عددا كبيرا من الموظفين الأممين لقوا حتفهم أو تم اختطافهم في سوريا خلال فترة الصراع الحالي الممتد منذ أكثر من عامين بين قوات الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة .. مشيرة إلى مقتل نحو 11 من الموظفين الأممين في الصراع الحالي ، كما تم اختطاف عدد آخر منهم . وحملت فليري آموس جماعات المعارضة المسلحة مسئولية اختطاف الموظفين الأممين ، لكنها لم تكشف عن أعداد هؤلاء المختطفين ، وأكدت أن العاملين الأممين في المجالات الأممية في سوريا مصممون على استكمال مهمتهم الإنسانية حتى لو تعرضت البلاد لضربة عسكرية محتملة . وأضافت قائلة " الناس في سوريا يشعرون حاليا بالخوف والقلق من جراء توجيه ضربة عسكرية محتملة ، وهم يعتقدون أن المجتمع الدولي قد نبذهم ، وانهم يودون من المجتمع الدولي أن يتخذ اجراءات يؤدي إلى حل سياسي ، إنهم يشعرون بالخوف لأن المستقبل غامض بالنسبة لهم " . وتوقعت آموس زيادة أعداد اللاجئين السوريين الفارين إلي الدول المجاورة ، ولاسيما لبنان ، اثر وقوع أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا ، وقالت إن أعداد اللاجئين السوريين في لبنان وصل حاليا إلى أكثر من 726 ألف سوري ، ومن المحتمل أن يقفز الرقم إلى مليون لاجئ أو يزيد بحلول نهاية العام الجاري . وأكدت على أهمية استمرار التزام الدول المجاورة لسوريا بفتح حدودها لاستقبال اللاجئين السوريين ، مشيرة إلى أن الأممالمتحدة أطلقت أكبر نداء إنساني حتى الآن لصالح هؤلاء اللاجئين بقيمة 4.4 مليار دولار لتغطية الأعمال الإنسانية في سوريا والبلدان المجاورة المتأثرة بالصراع الحالي . وأشارت فاليري آموس إلى أن الأممالمتحدة حصلت على نحو 40% من قيمة النداء الإنساني ، وإنها تأمل في الحصول على بقية التعهدات المالية التي أطلقها المانحون الدوليون في هذا الخصوص .