الثورة المصرية زمان قبل 150 عامًا كانت طلبات الخديوي - أي خديوي - سعيد الأول أو إسماعيل او عباس - كلها كانت أوامر، وعلى الرعية الغلبانة تنفيذ الأوامر الخديوية وضم مئات الأفدنة إلى الخاصة الملكية الخديوية دون نقاش أو رفض. الآن ونحن نحتفل بثورة 25 يناير انقلبت الآية وأصبح الخديوي تحت أمر الجهاز الفني، مع فارق واحد أن خديوي هذه الأيام يملك المال وهو الذي يتلقى الأوامر بدلا من أن يلقي بالأوامر. باختصار.. الخديوي عباس الحاكم بأمره في الزمالك تحول إلى حاكم مطيع يطلب منه الجهاز الفني للزمالك أي طلبات فيتم تنفيذها في الحال. ومنذ عودة الخديوي عباس لكرسي الحكم في ميت عقبة بحكم من الحقانية الإدارية العليا، قالها للمعلم: "طلباتك أوامر يامعلم"، لدرجة أن البعض في ميت عقبة يؤكد أن الخديوي لم يتحرج وهو يمزح مع شحاتة في أن يقول له "اطلب تجاب حتى ولو كيلو كباب". لم يكتف المعلم بالكباب لكنه طلب فريقا كاملا من الخديوي عباس من أجل تحقيق الحلم الكبير الذي غاب عن القلعة البيضاء بالفوز ببطولة الدوري بعد سبع سنوات. ولبى الخديوي عباس أول أوامر المعلم وتعاقد في ضربة ثلاثية مع إسلام عوض، لاعب وسط إنبي، ونور السيد، لاعب وسط الجونة، والكاميروني أليكسس موندوم. وقبل أن يسدد الخديوي قيمة الصفقات الثلاثة التي ستكلف الزمالك 27 مليون جنيه، كان "المعلم" يتقدم بقائمة أخرى من الأوامر، منها التعاقد على الفور مع عماد السيد، حارس طلائع الجيش، أو إسلام طارق، حارس النصر. وتواصلت طلبات المعلم، فطلب التعاقد مع صلاح أمين، مهاجم الجيش، الذي أحرز لفريقه ثلاثة أهداف في آخر مبارتين، كما طلب التعاقد مع ظهير الإسماعيلي الأيمن أحمد صديق حتى لا يذهب إلى الأهلي. كما طلب المعلم من الخديوي عباس أن يتدخل بنفوذه المالي لاسترداد ياسر المحمدي من ليرس البلجيكي حتى لا يذهب إلى المصري. وها هو المعلم يصر على أن يتعاقد له الخديوي عباس مع الزمبابوي إدوارد سادومبا الذي اشترط الهلال السوداني أن يبيعه بمليوني دولار!! وفي مقابل ذلك، استغنى المعلم عن خيرة شباب الزمالك مقلدا مانويل جوزيه، فقرر توزيع لاعبيه الشباب على أندية الدوري المحلي بطريق الإعارة بمبالغ زهيدة، فذهب أحمد الميرغني إلى تليفونات بني سويف وحسام عرفات إلى بتروجت ورد حسين حمدي إلى المقاصة وفي الطريق علاء علي إلى الجونة. طلبات المعلم "الاوامر" لم تتوقف عند الصفقات واللاعبين وتسريح فلان والتعاقد مع علان بل انتقلت الى ما هو اهم وبالتحديد الى الفلوس والمكافات . وضع أبو علي لائحة مالية مجزية له أولا.. ولجهازه المعاون ثانيا.. وللاعبين ثالثا، واشترط "أبو علي" على الخديوي عباس التوقيع على معاهدة "المكافآت أولا" حتى يحصل على الدوري . ونصت " معاهدة " المكافآت على ما يلي: أولا: يتم اعتماد لائحة المكافآت المقدمة من المعلم للخديوي كما هى دون حذف أو نقصان كشرط أساسي حتى يتكرم المعلم بتوقيع عقده مع الزمالك الذي لم يوقعه منذ بدأ المهمة قبل أربعة اشهر. ثانيا: تنص اللائحة على أن يحصل "المعلم" على 200 % من المكافآت التي يحصل عليها لاعبو الفريق طوال الموسم في حالة الفوز ب"المحروس" درع الدوري، بالإضافة إلى الحصول على راتب 3 أشهر مكافأة الفوز بالدرع، وأن يحصل المعلم على مكافأة راتب شهرين في حالة الفوز بكأس مصر، وسيحصل إسماعيل يوسف، المدرب العام، على 150% من المكافأة التي يحصل علها اللاعب طوال الموسم ويحصل أسامة نبيه ومدرب حراس المرمى على 100% من مكافأة اللاعبين وباقي أفراد الجهاز يحلون على 50% من مكافأة اللاعب. وحدد "المعلم" في اللائحة أن يحصل كل لاعب على 100 % مكافأة في حالة الفوز بلقب الدوري حسب مشاركته في المباريات. وحدد 2000 جنيه في المباراة لكل لاعب في حالة الفوز على الأرض، و3000 جنيه في حالة الفوز خارج الأرض، وفي حالة التعادل يحصل اللاعبون على 50% من المكافأة، بشرط احتلال المركز الأول أو الثاني والثالث على أن تستكمل مكافآتهم في حالة الفوز بلقب الدوري. وقد وجه الخديوي عباس نداءً إلى المعلم "شحاتة" يستعطفه فيه بأن يوافق على تخفيض مكافأته الخاصة بالدوري من راتب ثلاثة أشهر إلى راتب شهرين فقط، وأن يخفض مكافأة الحصول على كأس مصر من راتب شهرين إلى راتب شهر واحد أسوة بالبرتغالي جوزيه. وأكدت مصادر مقربة من "المعلم" أنه سينظر بعين الرحمة والعطف إلى طلب الخديوي وسيوافق عليه رأفة بحالته المالية، خاصة أن الخديوي بعد أيام سيكون مطالبا بسداد الضرئب عن شركاته قبل حلول مارس المقبل. وأكد المصدر أن "المعلم " سيضع حدا للمماطلة وسيوقع عقده المنتظر مع بيته الأول الزمالك، لأنه شعر بأن الجميع "مل" من هذه الحدوتة، ولأنه استشعر أن في حالة عدم توقيع العقد، فإن المغلوب على أمره الخديوي عباس سيفكر جديا في اللجوء للباب العالي بتركيا ويبلغ فرارا ويخلع.