أكد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن أن أمام اليمن اليوم تحديات كبيرة. وقال إن أهمها اثنان منها الأكثر إلحاحا" الأول هو التوافق على مسودة وثيقة المخرجات النهائية لمؤتمر الحوار .. "والثاني البدء في عملية تأسيس عقد اجتماعي جديد يلبي تطلعات جميع اليمنيات واليمنيين في بناء دولة القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والمواطنة والحكم الرشيد". مؤكدا في هذا السياق بأن مؤتمر الحوار قد خطى خطوات كبيرة وواثقة في هذا الاتجاه رغم العقبات". جاء ذلك فى كلمة جمال بن عمر اليوم السبت خلال افتتاح المؤتمر العام لدعم الحوار الوطني والنقاش حول اصلاح الدولة في اليمن، الذي يقام تحت شعار" "وجهة نظر حقوقية وقانونية" مشددا على أن الوقت لم يعد في صالح أي من الأطراف، يجب أن يدرك الجميع أن زمن المناكفات والمماطلات والعرقلة انتهى، وأن زمن التشدد في المواقف انتهى، آن أوان حسم ما تبقى من القضايا العالقة في مؤتمر الحوار. وأنا على يقين أنكم قادرون على ذلك في أقرب وقت". وأكد جمال بن عمر على الأهمية التي يكتسبها المؤتمر العام لدعم الحوار الوطني والنقاش حول اصلاح الدولة في اليمن، الذي يقام تحت شعار" "وجهة نظر حقوقية وقانونية"، بتنظيم من مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان "HRITC " ومنظمة برجهوف وبالشراكة مع ملتقى النساء والشباب بمكتب الاممالمتحدةبصنعاء ومنتدى التنمية السياسية. باعتبار أن هذه المبادرة وسواها من مبادرات منظمات المجتمع المدني هي من أكثر ما يحتاجه اليمن في هذه اللحظات الحاسمة لدعم العملية السياسية. مشددا على أن دور المجتمع المدني بمكونيْه النسائي والشبابي كان حيويا وناشطا في دعم الحوار الوطني منذ البداية وهو ما يدل على مدى الإدراك والوعي بحجم التحديات التي تواجه اليمن، والمسئوليات والواجبات التي تقع على كاهل كل مواطن تجاه مستقبل اليمن . وأضاف "جميعنا يعرف أن عملية صياغة الدستور التي ستنطلق رسميا بعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني بدأت عمليا مع انطلاق أعماله في مارس الماضي، فالعديد من القضايا المطروحة للنقاش هي أصلا دستورية وشاركت مختلف المكونات بفاعلية لافتة في فرق العمل عبر تقديم اقتراحات وتصورات وصولا إلى التوافق على مقررات الجلسة العامة الثانية وذلك بتيسير من الأمانة العامة لمؤتمر الحوار ولجنة التوفيق وبجهود كبيرة من الرئيس عبد ربه منصور هادي". واوضح جمال بن عمر أن حل القضية الجنوبية لن يتم إلا عبر الحوار وكذلك قضية صعدة، وأية قضية خلافية أخرى، وقال" وأؤكد مجددا أن الأممالمتحدة لم تقدم أية حلول جاهزة، واقتصر دورنا منذ البداية على التيسير وتقديم الدعم الفني عند الحاجة". واستطرد قائلا "وهنا أجدد دعم الرئيس هادي الذي اتخذ في الأشهر الماضية خطوات جريئة لردم الهوة بين الأطراف المتحاورة ومختلف مكونات الشعب اليمني". وأشاد جمال بن عمر بما تبذله حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة من جهود وما تتخذه من قرارات مساندة كان آخرها إقرار مصفوفة حول الإجراءات التنفيذية للنقاط العشرين والنقاط الإحدى عشرة المتعلقة بالقضية الجنوبية، والاعتذار لأبناء الجنوب وصعدة على الحروب السابقة، داعيا جميع الأطراف السياسية الى التعامل بإيجابية مع هذه الخطوات والمساهمة في إحلال أجواء التوافق والبناء عليها لإرساء المصالحة الوطنية والأمن والاستقرار. وواصل حديثه "لننظر اليوم حولنا إلى سوريا وبلدان عربية أخرى، إلى شعوب بأسرها تسير نحو المجهول ولنتذكر أن اليمن مهد الحضارات القديمة وأصل الهجرات العربية، يمكنه أن يكون نموذجا حضاريا فريدا وملهما يفتخر فيه في منطقة متجددة الأزمات ولننظر حولنا ونقدر ما حققته خارطة الطريق للتغيير السلمي غير المسبوقة في أية دولة عربية، تلك التي أرستها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية و لنقدر قيمة قفز اليمن فوق حرب حتمية بإرادة واعية وصلبة، وتقديم نموذج حوار وطني شامل وتشاركي لم تعرفه المنطقة من قبل. وخاطب المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر المشاركين في أعمال المؤتمر العام لدعم مؤتمر الحوار الوطني والنقاش حول اصلاح الدولة في اليمن "وجهة نظر حقوقية وقانونية"، بالقول: "تلك الإرادة تحديدا هي ما يلزمكم اليوم لتذليل ما تبقى من عقبات أمام الحوار الوطني، وأمام إرساء أسس دستور دولتكم المنشودة، هذه الدولة مهما كان اختياركم لشكلها ونظام حكمها، هي أملكم الوحيد للخروج من عنق الزجاجة نحو فضاء رحب فضاء فيه فرص حقيقية لمواكبة التقدم والتطور والحداثة، بجهود وطنية صادقة من جميع الأطراف والمكونات، منها النساء والشباب والمجتمع المدني وهذه مسيرة طويلة، دونها عقبات، ولا بد من إنجاحها مهما تطلب الأمر من تضحيات. وأكد أن الأممالمتحدة تجدد تعهدها بتقديم جميع أشكال الدعم المطلوب وذلك من منطلق الإيمان بأن دولة القانون لا تقوم لها قائمة إلا عبر دستور وقوانين ناظمة ونظام انتخابي حديث، ومؤسسات للحكم وإحقاق العدالة والأمن وحقوق الإنسان، ومجتمع مدني يساهم في تعزيز سيادة القانون ومبدأيْ الشفافية والمحاسبة. واختتم كلمته بالقول "أنتم المسئول الأول والأخير عن مصيركم ومصير اليمن ، ومن معرفتي باليمنيين ، أنا على يقين أنكم لن تختاروا إلا المضي باليمن نحو مستقبل مشرق". بدوره استعرض عز الدين الأصبحي نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان رئيس مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان الخطوات التي سبقت المؤتمر لدعم مؤتمر الحوار الوطني والنقاش حول اصلاح الدولة في اليمن "وجهة نظر حقوقية وقانونية" والمتمثلة بعقد وتنظيم خمسة منتديات فرعية شملت عددا من محافظات الجمهورية، مشيرا الى أن المؤتمرات الفرعية حققت نتائج ايجابية وخرجت بتوصيات هامة شارك في اعدادها نخبة من منتسبي السلطة القضائية وحقوقيون ومحامون وستقدم تلك التوصيات رؤية حول شكل الدولة القام. وأضاف عز الدين الأصبحي بأن مؤتمر الحوار الوطني يعتبر بالفعل النافذة التي نطل عليها ومن خلالها إلى الدولة المدنية الحديثة.