بدأت السلطات اليمنية، اليوم السبت، حملة عسكرية في مديرية الرضمة بمحافظة "إب" وسط البلاد، لمنع تجدد اشتباكات بين مسلحين قبليين وآخرين ينتمون لجماعة الحوثي، أسفرت في وقت سابق عن سقوط قتلى وجرحى. وقالت مصادر محلية إن الحملة تتألف من دبابات ومدرعات وعربات مصفحة وناقلات جنود، ووصلت مديرية الرضمة، وانتشرت في عدد من مداخلها؛ بهدف إجبار المسلحين على النزول من الجبال، التي يتمركزون فيها، والقبول بالتصالح. واندلعت تلك الاشتباكات منتصف أغسطس الحالي، عندما أقام مسلحون من جماعة الحوثي، (التي تنتمي للمذهب الزيدي، أحد مذاهب الشيعة)، نقاط تفتيش لتأمين مهرجان أمام منزل الشيخ القبلي عبد الواحد الدعام؛ ما دفع مسلحون تابعون للشيخ إلى مخاطبة الحوثيين لرفع تلك النقاط، لكنهم لم يستجيبوا؛ فاندلعت اشتباكات خلّفت ستة قتلى وعدد غير محدد من الجرحى. وسبق أن رفض الحوثيون النزول من الجبال، وإنهاء التوتر، واشترطوا أن تفرج السلطات عن 13 مسلحًا منهم تم اعتقالهم خلال الاشتباكات، بينما وافق الشيخ الدعام على تفويض محافظ "إب" لحل تلك القضية قبليًا. وبحسب المصادر، تسعى لجنة وساطة إلى إقناع الحوثيين بتفويض المحافظ لحل القضية، وإخلاء مواقعهم، التي يتمركزون فيها؛ تمهيدًا لاتفاق صلح بين الطرفين، برعاية سلطات المحافظة. وشهدت مديرية الرضمة حروبًا في ثمانينيات القرن الماضي بين ما كان يُعرف ب"الجبهة القومية"، المدعومة من الحزب الاشتراكي الحاكم آنذاك في محافظات الجنوب، وبين القوات الحكومية في الشمال، بقيادة الرئيس السابق علي عبد الله صالح, وخلّفت آلاف القتلى والجرحى. وينتمي إلى تلك المديرية عدد كبير من رجالات الدولة وقيادات الأحزاب ورموز ثورة 26 سبتمبر 1962، التي أطاحت بالحكم الملكي، وينتمي سكانها إلى المذهبين الشافعي والزيدي.
