تعد مصر دولة ذات عمق تاريخي وحضاري قوي، فهي دولة تمتد جذورها لآلاف السنين. إن هذا العمق التاريخي لمصر لا يقف عند حدود الثقافة والتاريخ فقط، بل يمتد أيضًا إلى السياسة الخارجية التي تتبناها الدولة، فهي دولة تتمتع برؤية حضارية واعية للتحديات العالمية الراهنة، كما تعتبر مصر واحدة من الدول الرائدة في الشرق الأوسط من حيث الأهمية الاستراتيجية، وتحتل موقعاً جغرافياً حيوياً يجعلها محوراً للتجارة والاستثمار والسياسة في المنطقة. اعتمدت مصر على سياسة خارجية ثابتة تتمثل في الدفاع عن مصالحها الوطنية وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. تتأثر سياسة مصر الخارجية بالتحولات والتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم، وتتميز بالقدرة على التكيف مع التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتعتمد مصر في سياستها الخارجية على بناء العلاقات الدبلوماسية القوية مع الدول العربية والإفريقية والعالمية، وتحقيق التعاون والتضامن والتفاهم فيما بينها. تعتبر مصر من أوائل الدول التي تعتمد على الحوار والتفاهم في التعامل مع القضايا الدولية، وتحرص على إيجاد الحلول السلمية للنزاعات وتجنب التصعيد، وتؤكد على أهمية الحوار المثمر والتعاون المشترك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وتؤكد مصر دائماً على موقفها الثابت في السياسة الخارجية، وذلك من خلال دعمها لحقوق الشعوب والدول في الحرية والعدالة والتنمية، والمشاركة الفعالة في إيجاد حلول سلمية للنزاعات والأزمات، وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم.
تعد سياسة الحوار والتعاون التي تتبعها مصر في العلاقات الخارجية نموذجاً يحتذى به، وتعتبر مصر رائدة في تعزيز الحوار والتعاون بين الدول والمنظمات الدولية، وقد استخدمت مصر هذه السياسة في العديد من المواقف والأزمات الدولية، من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي؛ منها الأزمة الليبية، حيث شهدت ليبيا أزمة سياسية وأمنية حادة، وتعرضت المنشآت النفطية في البلاد للتدمير والتخريب وفي هذا السياق، قامت مصر بدور هام في تسهيل الحوار والتفاوض بين الأطراف المتحاربة في ليبيا، وحرصت على تحقيق الاستقرار في البلاد وإنهاء الأزمة الحادة التي كانت تمر بها، لا يمكننا نسيان جهود مصر المستمرة في دعم الأشقاء الفلسطينيين والقضية الفلسطينية.
وعلى المستوى الدولي، تعاونت مصر مع الأممالمتحدة في العديد من القضايا الإنسانية والإنمائية، وحرصت على تحقيق الاستقرار العالمي من خلال دعم الحوار والتعاون الدولي، كما قامت مصر بتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي، وحرصت على تعزيز دور الاتحاد في تحقيق الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية.
ويظهر الثبات المصري في سياستها الخارجية، وذلك من خلال دعمها لحقوق الشعوب والدول في الحرية والتنمية، والمشاركة الفعالة في إيجاد حلول سلمية للنزاعات والأزمات، والعمل على تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم. يمكن القول بأن مصر تمثل نموذجاً يحتذى به في السياسة الخارجية، حيث تتمتع برؤية حضارية وإنسانية واسعة النطاق، ترتكز على الحوار والتفاهم والتعاون، وتؤكد دائماً على موقفها الثابت في الدفاع عن مصالحها الوطنية وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم كما تظهر جهود مصر الجادة لحل الأزمة السودانية الحالية.