أصدرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، أمس الأحد، تصريحات تتعلق ب تراجع هيمنة الدولار عالميا، بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، وهو ما اعتبره بعض المحللون، اعترافا من الولايات المحتحدة بالتأثير السلبي للعقوبات على الاقتصاد الأمريكي، وأهم أسلحته وهو الدولار، حيث أكدت وزيرة الخزانة الأمريكية، أن العقوبات الاقتصادية على روسيا تحديدا تشكل خطراً على هيمنة الدولار، ورغم ذلك فإنه من الصعب على الدول المعنية إيجاد بديل للدولار. مخاطر استخدام الدولار كسلاح وأضافت "يلين"، خلال مقابلة إعلامية مع شبكة سي إن إن، ردا على سؤال متعلق باستعمال الدولار كسلاح، أن هناك مخاطرة مرتبطة بدور الدولار عند استخدام الولاياتالمتحدة للعقوبات المالية، وهذه المخاطرة تتمثل في أن تقوض العقوبات هيمنة الدولار على المدى الطويل، مشيرة إلى أن ذلك يخلق إرادة لدى الصينوروسيا وإيران لإيجاد بديل للدولار، ولكن يعيق ذلك أسباب استخدام الدولار كعملة عالمية، وأبرزها أنه من الصعب إيجاد بديل بنفس الخصائص. عملات جديدة.. الفلبين تعلن اقتراب نهاية هيمنة الدولار الأمريكي أمين مجلس الأمن القومي الإيراني: مسار إنهاء هيمنة الدولار يزيد بوتيرة سريعة وأوضحت وزيرة الخزانة الأمريكية، أن واشنطن تمتلك أسواق رأسمالية وسيادة قانون قوية للغاية، وهما أمران أساسيان لعملة تُستخدم عالمياً في المعاملات، ولم تر أي دولة أخرى لديها بنية تحتية مؤسسية تسمح لعملتها بأن تؤدي هذا الدور العالمي، مشددة على أن العقوبات الاقتصادية هي أداة بالغة الأهمية، تستخدمها دول حليفة أيضاً ضد روسيا ضمن «تحالف شركاء يعملون معاً». وحول مستقبل أصول البنك المركزي الروسي، المجمد، وإمكانية استخدامها لإعادة إعمار أوكرانيا، أكد أن روسيا عليها دفع ثمن الأضرار التي سببتها في أوكرانيا، مستدركة ذلك بأن هناك قيوداً قانونية على ما يمكن فعله بهذه الأصول المجمدة، ويتم المناقشة مع الشركاء ما يمكن عمله في المستقبل. العالم يتخلي عن الدولار ويشهد العالم بالفعل حركة متسارعة بشأن التخلي عن الدولار، نظرا لما تسببت فيه ارتفاعاته الأخيرة، في تفاقم معدلات الضخم، وعدم تمكن الدول من إتمام عمليات التبادل التجاري، ما دفعهم للتخلي عن العملة الأمريكية، وباتت مؤشرات انهيار الدولار وهيمنته كعملة احتياطي عالمي، تظهر ولو بشكل طفيف، مع توقعات مؤخرا أن يفقد الدولار من 10% إلى 15% من قيمته خلال 18 شهرا. وأظهر تحليل لمؤسسة "أوراسيا ريفيو" الأمريكية مؤخرا، حجم ما يتعرض له الدولار الأمريكي من ضغوط وتراجع في حصته في احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية عالميًا، وذلك منذ طرح العملة الأوروبية الموحدة اليورو في عام 1999، حيث بلغت حصة الدولار في الاحتياطي اللأجنبي للبنوك المركزية عالميا عام 2022 الماضي 58%، ومن المتوقع أن تنخفض حصته ل 40% حال انخفاض نسبة مساهمتة في التجارة الدولية من 50% إلى 33%، وذلك بعدما كان الدولار يسيطر على النسبة الأكبر من الاحتياطي الأجنبي في البنوك المركزية عالميا والتي قدرت ب 71% عام 1999، وانخفضت عام 2014 إلى 66%. مصدر قوة الدولار وقال الدكتور أحمد شوقي، الخبير المصرفي، إن هناك تهديدا قائما بالفعل للعملة الأمريكية الدولار، ولكن هذا التهديد، وما يسمى ب انهيار هيمنة الدولار، لن يحدث في يوم وليلة، حيث سيأخذ التأثير وتراجع الدولار وقتا، خاصة وأن هناك دولا بدأت تتم معاملاتها التجارية بالعملات المحلية، لذلك يبقى السؤال القائم هو ما ثقل أو حجم هذه العملات، لأنه عندما نرى حجم الاحتياطيات، نجد الدولار الأمريكي في المقدمة بنسبة 60% يتبعه اليورو، ثم اليوان وبالتالي ما قيمة باقي العملات. الدولار والريال السعودي.. تعرف على أسعار العملات في البنك الأهلي اليوم الاثنين الدولار يهبط بقوة عالميًا.. ومفاجأة بسعره مقابل الجنيه الآن بعد زيادة الاحتياطي وأضاف شوقي، خلال تصريحات ل"صدى البلد"، أن التأثير يمكن أن يكون لحظيا، لأن الاقتصاد الأمريكي، من الاقتصادات التي ظلت مهيمنة لفترة، وانتبهت دول العالم لهذه الأزمة، وبدأت تطالب بحقها في العمل بنظام مصرفي آخر بعيدا عن الدولار، لأن هيمنته أيضا تظل ممارسة احتكارية، تؤدي إلى تقوية عملة مقابل عملات العالم، وهو ما رأيناه في الفترة الأخيرة من صعود الدولار، وهبوط كل عملات العالم ومن ضمنها اليورو، عدا العملات العربية لأنها مرتبطة بالدولار المرتبط بتسعير النفط.