قبل أيام قليلة من احتمال إقرار البرلمان مشروع إصلاح النظام التقاعدي المثير للجدل، حاولت النقابات الفرنسية اليوم "شل" فرنسا من خلال مظاهرات وإضرابات قابلة للتمديد وتحركات أخرى. وتوقع الأمين العام لنقابة عمال الطاقة في فرنسا سيباستيان منيسبلييه "أسبوعا أسود" في القطاع مع انخفاض في الانتاج ولا سيما في المجال النووي. اختبار للحكومة الفرنسية ويشهد يوم التحرك السادس هذا تعبئة واسعة وسط توقعات أن يشكل اختبارا رئيسيا للحكومة الفرنسية التي تريد رفع سن التقاعد القانونية من 62 إلى 64 عاما بهدف ضمان تمويل هذا النظام الذي يشكل أحد أسس النموذج الاجتماعي الفرنسي. ويندد معارضو الإصلاح بمشروع "ظالم" يلحق الضرر بالأجراء الذين يؤدون أعمالًا شاقة خصوصا. وتظهر استطلاعات الرأي رفض غالبية الفرنسيين للمشروع. في أول تحرك احتجاجي واسع النطاق اليوم، منعت شحنات المحروقات في فترة قبل الظهر من الخروج من "كل المصافي" الفرنسية مما ترك أثرًا أيضًا علي مصافي توتال إنرجي وإيسو-إكسون موبيل وبيترونيوس. وبدأ متظاهرون صباح اليوم تعطيل الحركة على محور طرقات رئيسي في مدينة رين في غرب فرنسا. 2.5 مليون متظاهر من جانبها، أكدت النقابات مشاركة أكثر من 2,5 مليون متظاهر في كل أرجاء البلاد في مقابل 1,27 مليونا بحسب السلطات. وتظهر استطلاعات الرأي المتكررة أن الفرنسيين بغالبية واسعة يعارضون الإصلاح مع أنهم يرون أنه سيقر في نهاية المطاف. وتتوقع الشركة الوطنية للسكك الحديد ووسائل النقل الباريسية أن تتأثر حركة النقل كثيرا غدًا أيضا. على صعيد حركة الطيران، طلبت المديرية العامة للطيران المدني من الشركات خفض جدول رحلاتها بنسبة 20 إلى 30 % اليوم وغدًا. احتجاجات الخميس والجمعة وانضمت شركات النقل البري إلى التحرك بعضها منذ مساء الأحد الماضي. وفي قطاع التربية، أغلقت "آلاف المدارس" اليوم. وسيشهد الأسبوع الراهن تحركات أخرى بموازاة نقاشات مجلس الشيوخ الفرنسي لمشروع الإصلاح والتي تختتم الجمعة القادمة. فثمة "إضرابات نسوية "اليوم بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق المرأة وتعبئة لصفوف الشباب الخميس المقبل وإضراب وطني من أجل المناخ الجمعة القادمة وهي مشكلة تربطها بعض النقابات بمشكلة نظام التقاعد.
