اهتمت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الخميس، بالدعوات المتزايدة للتدخل العسكري في سوريا سواء من بعض المحللين الغربيين أو المعارضة السورية أو حتى الرؤساء العرب وبعض اصحاب السياسات المتشددة تجاه دمشق. وقالت المجلة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، الخميس: إنها تتفهم الأسباب وراء هذه الدعوات مثل وحشية النظام السوري في قمع التظاهرات بصورة تتحدي ضمير العالم، وارتفاع حصيلة القتلى اليومية، وتناقل مقاطع فيديوهات على الانترنت توضح مدى بشاعة التعامل مع المواطنين السوريين العزل. وأضافت أن على الولاياتالمتحدة ألا تفكر في خيار التدخل العسكري في سوريا لأن السياسات الخارجية قد تكون مكلفة وخطيرة إذا استخدمت للتعبير عن الغضب الخلافي، وأنه لتنجح مثل هذه السياسات يجب أن تتوفر عوامل كثيرة لنجاحها. وأشارت المجلة إلى أن كل الخيارات العسكرية متاحة على الطاولة الآن رغم أنه ليس لها فرصة حقيقية لتحسين الوضع السوري، إلا أن فشلها سيمهد الطريق لوضع أكثر سوءا. وأكدت أن سوريا ليست ليبيا، وأن عوامل نجاح التدخل العسكري بها قليلة جدا، حيث أن المعارضة السورية ضعيفة جدا ولا تسيطر على مناطق تذكر ولا يوجد دبابات أو مدرعات يمكن استهدافها بسهولة في صحراء واسعة حيث توجد هذه المعدات في المناطق الكثيفة سكانيا والتي قد تضر من مثل هذه ضربات جوية ولا يوجد أيضا قرار من مجلس الأمن يسمح بإستخدام القوة والطبيعة الجغرافية الصعبة ايضا قد تفشل هذه الضربات لوجود جيران دائما متأهبين كإسرائيل ولبنان وتركيا قد يتصرفون بعصبية اذ ما حدث أي خطأ. وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: إن التدخل الأكثر طلبا هو حظر الطيران رغم أنه يعتبر إجراء لا يمت بصلة للواقع السوري لأن النظام السوري لا يستخدم الطيران في قمع التظاهرات. وأشارت إلى أنه سيتعين على الولاياتالمتحدة توجيه ضربات تمهيدية للدفاع الجوي السوري الذي يقع في مناطق سكنية، لتطبيق مثل هذا الحظر، مما سيرفع عدد الضحايا بين المدنيين، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة للمجال الجوي في هذه المنطقة، حيث توجد إسرائيل وتركيا وإيران والعراق. وأضافت المجلة أن خيار حظر الطيران ليس بديلا رخيصا عن الحرب بل هو الحرب ذاتها، وأن اقتراح استهداف مناطق خاصة بنظام الأسد سيكون غير قانوني بدون وجود قرار من الأممالمتحدة، مؤكدة أنه على المعارضة السورية لم شتاتها فورا لحل هذه الأزمة. ولفتت إلى اقتراح المجلس الوطني السوري بخلق منطقة ملاذ آمن لحماية اللاجئين لخلق نسخة سورية من بنغازي حيث من الممكن أن تستطيع المعارضة تأسيس حكومة بديلة، موضحة أن هذا في الواقع سينتج عنه استقطاع جزء من سوريا خارج سيادة الدولة مما سيخلق كابوسا مشابها لصربيا والحرب البوسنية. كما أوضحت أنها لن تكون مفيدة بالمرة في التسريع من إسقاط نظام الأسد بل ستثبت نظرية المؤامرة التي يروج لها النظام والتي تفيد برغبة الغرب في تقسيم سوريا. وأكدت المجلة أن كل هذه الأسباب لرفض التدخل العسكري لا تعني تجاهل المذابح بل على الولاياتالمتحدة وحلفائها فعل المزيد لدعم المعارضة والعمل لاستصدار قرار من مجلس الأمن لفرض مزيد من العقوبات ضد سوريا والعمل مع دول المنطقة لفرض ضعظ ثنائي ودولي، إضافة إلى حث المحكمة الجنائية الدولية على إدانة النظام السوري على جرائمه.