رأت مجلة (فورين بوليسى) الأمريكية أن الأممالمتحدة أضرت بدورها وخذلت الشعب السورى وذلك بعد فشل مشروع قرار الأممالمتحدة بإدانة النظام السورى حيث كان يمثل الأمل الوحيد للضغط الدولى على نظام الأسد وكان سيكون إشارة قوية للشعب السورى بأن هناك أملا فى الجانب السياسى. وأوضحت المجلة - فى تقرير لها اليوم الاثنين - أن استخدام روسيا والصين لحق النقض (فيتو) سيقلص من جدوى وأهمية منظمة الأممالمتحدة، وستزيد من فرص انزلاق سوريا فى حرب أهلية ممولة بالكثير من الأسلحة والمعونات لكل الأطراف. وأضافت "أن فشل الأممالمتحدة لن ينهى الجهود الدولية فى التعامل مع وحشية النظام السورى بل سيدفع هذه الجهود إلى قنوات أقل فاعلية وأقل شرعية مما سيقلل من الفرص الضئيلة فى التحول السلس فى سوريا عن طريق اتفاق لنقل السلطة لإنهاء العنف". وأشارت (فورين بوليسى) إلى أن هذا لايعنى تطرق الولاياتالمتحدةالأمريكية للتدخل العسكرى بالرغم من دعوة بعض السياسيين لذلك لأن هذا التدخل ليس سهلا مع انعدام رؤية لكيفية هذا التدخل خصوصا أن الضربات الجوية وفرض حظر جوى ليس مفيدا فى وجود مناطق مزدحمة بالسكان وانعدام أيضا وجود عملاء استخباراتيين على الأرض وحتى خلق مناطق آمنة وممرات إنسانية هى حلول غير عملية. وقالت مجلة (فورين بوليسى) الأمريكية "إنه بالرغم من توقع تزايد الدعوات لتسليح الجيش السورى الحر، إلا أنه يجب ألا يتوهم أحد أن هذا هو الحل الشافى لأن تسليح الطرف الأضعف فى حرب أهلية مكتملة الأركان من الأرجح أن يخلق طريقا مسدودا وليس نتيجة حاسمة سريعة ذلك لأن حلفاء الأسد يزودونه بالمقابل بدعمهم مع وجود جيش موالى للأسد مستعد للقتل وإشعال العنف الطائفى، الأمر الذى قد يبقى الحرب الأهلية مشتعلة لوقت طويل لتصبح سوريا بؤرة ملتهبة بالمنطقة أو تتحول لتشبه لبنان فى فترة الثمانينات من القرن الماضى فى أفضل الأحوال". وأضافت "بالرغم عن ما ستسفر عنه هذه المعركة على الأرض، فإن سوريا تحت نظام الأسد لن يتم إندماجها مجددا فى المنطقة أو المجتمع الدولى، وإنه إذا كان هدف الفيتو الروسى فى مجلس الأمن هو الحد من دور المجتمع الدولى فإن النتيجة هى العكس تماما لأن إنهاء خيار الأمم المتدة سيجعل تغيير النظام السورى هدفا أكثر وضوحا". ولفتت المجلة إلى أن هذا الفيتو وفشل القرار لن يقلل من جدوى وأهمية الأممالمتحدة فقط بل سيقلل من فاعلية الجامعة العربية أيضا خصوصا بعد انتقال رئاسة الجامعة العربية من قطر للعراق ليس فقط لأن رئيس الوزراء العراقى متعاطف مع الأسد بل لأن السياسيين العراقيين أنفسهم متخبطين وليس لديهم متنفس لممارسة السياسة الخارجية. وحذرت من تداعى هذا الفشل للأمم المتحدة متخطيا سوريا حيث أن الولاياتالمتحدة ستجد طرقا أخرى للتعامل مع الأزمة السورية، إلا أن هذا الفشل في الأممالمتحدة يضر المؤسسة نفسها وقدرتها على التعامل مع النزاعات الدولية، مما سيقوض آمال التنمية الإيجابية لإنعكاسات المترتبة على الفظائع والحيلولة دون حدوثها