أكدت الكاتبة الأمريكية كلير باركر أن الدعم غير المسبوق الذي أعلنت الدول الغربية مؤخرا تقديمه لأوكرانيا لتعزيز قدرات المقاومة الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية في الحرب الحالية بين الطرفين سوف يغير موازين القوي في ساحة القتال. وأضافت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا أعلنت خلال الشهر الجاري عن عزمها تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا تشمل أسلحة متطورة من بينها مركبات قتالية حديثة ودبابات ومنظومات دفاع جوي، والتي من المتوقع أن تصل إلى أوكرانيا خلال الأشهر القليلة القادمة بينما تدخل العملية العسكرية الروسية هناك عامها الثاني خلال الأسابيع القادمة. وتوضح الكاتبة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا تعهدتا في الخامس من يناير الجاري إرسال مركبات قتالية متطورة لأوكرانيا فضلا عما تعهدت فرنسا بتقديمه من دبابات خفيفة تناسب التطورات الحالية في ساحة القتال. وتردف الكاتبة أن تلك التعهدات من جانب الدول الغربية تشير بشكل واضح إلى عزم الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية على تقديم كافة أشكال المساعدات لأوكرانيا حتي تتمكن من استرداد الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية العملية العسكرية الخاصة هناك والتي بدأت في أواخر فبراير العام الماضي. وتتناول الكاتبة موقف روسيا من الدعم الغربي لأوكرانيا حيث تشير إلى أن موسكو ترى تلك المساعدات الغربية على أنها تمثل عملا تصعيديا للحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحرب في أوكرانيا تمر بمرحلة حاسمة وأنه يجب على الدول الغربية بذل كل ما في وسعها من أجل مساندة أوكرانيا. وتضيف الكاتبة أن المركبات القتالية التي سوف توفرها الدول الغربيةلأوكرانيا سوف تحقق مطلب كييف التي طالما ناشدت الدول الغربية تقديم أسلحة متطورة بما يتواكب مع سير المعارك في ساحة القتال، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي أعرب فيها عن رضاه عن التطور الملحوظ في نوعية المساعدات العسكرية الغربية لبلاده ومؤكدا في نفس الوقت أن تلك المساعدات سوف تشكل نقلة نوعية في التعاون المشترك مع الغرب في المجالات العسكرية. وتطرح الكاتبة سؤالا مؤداه ما هو السبب وراء تغيير الدول الغربية موقفها فيما يخص المساعدات العسكرية لأوكرانيا والبدء في تقديم أسلحة متطورة بعد أن كانت عازفة عن إرسال تلك الأسلحة لكييف؟ وتجيب الكاتبة عن هذا التساؤل بأن استمرار المعارك هناك لفترة طويلة على غير المتوقع وضراوة القتال بين الطرفين إلى جانب استهداف القوات الروسية للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا دفع الدول الغربية إلى العمل على حسم تلك المعارك لصالح أوكرانيا ولم يعد يعنيها الموقف الروسي الغاضب والذي قد يكشر عن أنيابه في وجه الدول التي تساند كييف. وتعرب الكاتبة عن رأيها في ختام المقال أن الدول الغربية ترى أن تقديم الأسلحة المتطورة لكييف سوف يسهم في تعزيز القدرات القتالية الأوكرانية وصد الهجمات الروسية في الفترة القادمة فضلا عن تمكين الجانب الأوكراني من اختراق الدفاعات الروسية على طول خطوط المواجهة والتي تمتد على مدى المئات من الأميال في شرق وجنوب أوكرانيا.
