أجمعت القوى السياسية والحزبية والدينية اللبنانية بمختلف توجهاتها على التنديد بتفجير ضاحية بيروت الجنوبية مشددة على الوحدة ونبذ التفرقة التي تستهدف مثل هذه الانفجارات وتعميق الهوة بين اللبنانيين وايقاع الفتنة بينهم. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن هدف التفجير الايقاع بين اللبنانيين مما يستوجب الوعي واليقظة والانتباه خصوصا وأن الضاحية ومنذ الثمانينات كانت هدفاً للجريمة المنظمة والارهاب والتخريب الاسرائيلي. و أجرى بري اتصالا بوزير الداخلية مروان شربل مستنكراً ما تعرض له من فورة غضب غير مبررة لدى تفقده مكان التفجير. كما استنكر رئيس الوزراء المكلف تمام سلام انفجار الضاحية ، معتبراً انه يهدف الى زعزعة استقرار لبنان وأمن ابنائه ، داعيا القادة السياسيين إلى الارتقاء في الاداء السياسي الى مستوى يفوت الفرصة على أعداء لبنان ويحصن الساحة الداخلية ويعزز مؤسساتنا الشرعية لتقوم بدورها كاملا في قيادة البلاد. بدوره ، شجب رئيس كتلة “المستقبل” النائب فؤاد السنيورة التفجير ، معتبرا أنه يهدف الى ضرب الاستقرار والأمن ، داعيا المواطنين إلى التنبه للمؤامرات والفتن في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها لبنان والمنطقة. وأدان رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي التفجير محذرا من انه يهدف الى تسعير الفتنة بين اللبنانيين. من جهته، دعت النائبة بهية الحريري إلى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها ودورها الوطني الذي يشكل عنصر الأمان الوحيد لكل اللبنانيين. واستنكر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الانفجار، معتبراً أن لا أمن للبنان واللبنانيين الا في تطبيق سياسة النأي بالنفس بكل حذافيرها. كما استنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار جريمة التفجير، لافتة إلى أن استهداف اية منطقة في لبنان بمثابة استهداف لكل لبنان. وأدان الحزب الشيوعي تفجير منطقة بئر العبد ورأى فيه مؤشرا خطيرا لاحداث فتنة داخلية داعيا اللبنانيين إلى الخروج من حالة التأزم السياسي والتعبئة الطائفية والمذهبية نحو مناخ ديمقراطي سلمي. بدوره، اعتبر تجمع “المؤتمر الشعبي اللبناني” أن الإنفجار الإرهابي هدفه صب الزيت على نار الفتنة وضرب الإستقرار والسلم الأهلي. كما أكد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني ان الانفجار محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان للنيل من وحدة أبنائه وسلمهم الأهلي مشددا على ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتنة. وعلى صعيد وقائع الانفجار، أعلن وزير الصحة علي حسن خليل أن عدد الاصابات جراء الانفجار الارهابي الذي استهدف منطقة بئر العبد بلغ 53 إصابة نقلوا إلى مستشفيات المنطقة وغادر منهم 41 وإصاباتهم طفيفة فيما بقي 12 جريحا في المستشفيات لتلقي العلاج وجروحهم غير خطرة. واشار الخليل إلى أنه ستتم معالجة جميع الجرحى على نفقة وزارة الصحة. وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية والأدلة الجنائية الكشف على مكان الانفجار ومسح الأضرار ومعرفة ما اذا كان هناك كاميرات تصوير وتحديد زنة العبوة واجراء التحقيقات الاولية تمهيدا لاجراء المقتضى القانوني. وأشار بيان لقيادة الجيش اللبناني إلى أن الانفجار أدى الى اصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة ووقوع اضرار مادية جسيمة في الممتلكات. وذكر البيان انه اثر وقوع الانفجار فرضت قوى الجيش طوقا أمنيا حول المكان وتولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث باشراف القضاء المختص لكشف ملابساته وتحديد هوية الفاعلين.