قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إنه قبل استقالة وزير الدفاع الليبي محمد البرغثي التي تقدم بها على خلفية الاحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس. وحذر زيدان في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس بطرابلس جميع التشكيلات المسلحة من مغبة التعرض لشرعية الدولة أو المدنيين. وسقط 10 قتلى و117 مصابا من عناصر الأمن مساء أمس الأربعاء في هجوم لمسلحين على معسكرين تابعين للقوى الأمنية في منطقة أبو سليم بطرابلس، بحسب وزير الصحة الليبي نور الدين دغمان. ويتهم الأهالي القريبين من دائرة الاشتباكات فلول كتائب القذافي (الموالية للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي) بالتورط في الاشتباكات الأخيرة؛ بالنظر لضراوتها وعمليات الاقتحام والقنص المتعمدة لعناصر الأمن، مستندين في ذلك لعدم قدرة عناصر الأمن في التعامل بالاحترافية المطلوبة في الاشتباك، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الليبي إلى الاعتراف بتغلغل عناصر عسكرية تتبع كتائب "اللواء 32 معزز" وكتيبة "إمحمد المقريف" وهما من أقوي كتائب القذافي بين التشكيلات المسلحة الشرعية (التابعة للجيش الليبي) وغير الشرعية ، على حد سواء. ووصف زيدان، خلال مؤتمره الصحفي اليوم الخميس، الأحداث الأخيرة في طرابلس بالمؤسفة والمفجعة، وقال إنها "أعمال فظيعة تسفك دماء الليبيين وتقتلهم وتروعهم". وأشار إلى أنه علم بنزول رتل عسكري إلى طرابلس دون أوامر من رئاسة الأركان قادمين من بلدة الزنتان الجبلية (شمال غرب)، إلا إن قوات الجيش الليبي لم تستطع منعهم. وكان رئيس أركان الجيش الليبي المكلف سالم القنيدي قد صرح في وقت سابق بأن "القوة العسكرية التي دخلت طرابلس من جهة الغرب هي كبيرة جداً وتملك عتاداً عسكرياً قوياً ولا يمكن لنا مواجهتها نظراً لضعف تسليح الجيش الليبي". وكشف زيدان عن مناقشات عميقة جرت أمس بين رئاسة الحكومة والنواب في المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) وقادة الجيش الليبي، تفضي بنزع كافة المظاهر المسلحة بالشوارع وفض كافة المعسكرات بالأحياء السكنية. وأوضح أن المناقشات توصلت إلى فتح تحقيق جنائي لدي النائب العام بالأحداث الأخيرة، متعهدا بالحزم في الإجراءات الاستثنائية التي تتخذها الحكومة بوزارتي الداخلية والدفاع. وقال إن "الحكومة قررت إنشاء وحدات عسكرية جديدة ذات انضباط تأتمر بأمر الحكومة"، مشيرا إلى قرب الإعلان عن تعيين رئيس جديد للأركان العامة للجيش من قبل البرلمان. وقال زيدان "إن الكثير من مقدرات الجيش الليبي نهبت وصودرت وأصبحت ملكاُ لمدن وقبائل ومن الضروري وضع حد لذلك". وتشهد ليبيا في الأسابيع الأخيرة تزايد هجمات المسلحين المنتميين لقبائل أو لكتائب مسلحة غير شرعية على قوات الأمن أو الجيش، وقيامهم بمحاصرة مقرات حكومية للضغط عليها لتنفيذ مطالبهم. ووقعت اشتباكات بين عناصر مسلحة وقوات من الجيش الليبي في مدينة بنغازي (شرق) مطلع الشهر الجاري خلفت 35 قتيلا وأكثر من 150 جريحا.